
خبرة الدارس بيشوي ايليا في دراسة الفلسفة
دخلتُ مرحلة دراسة الفلسفة وأنا أحمل في قلبي تساؤلات عديدة: لماذا ندرس الفلسفة في تكويننا الرهباني؟ وهل نحن بحاجة فعلًا إلى الفلسفة في واقعنا اليوم؟ وهل تخدم رسالتنا في خدمة الآخرين؟ وكوني أرغب في أن أسير في خطوات نحو أن أكون راهبًا يسوعيًا، أقدّم حياتي لله في خدمة الآخرين، كان سؤالي واضحًا: بماذا ستفيدني الفلسفة في هذا المسار؟

خبرة الدارس فواز سطّاح في دراسة الفلسفة
كان فضول دراسة الفلسفة هو فضول يسبق بداية الحياة الرهبانية، والسؤال الذي طرحته على نفسي عندما طلبت الرهبنة اليسوعية مني دراسة الفلسفة كجزء من التكوين الشخصي هو ماذا أريد من الفلسفة؟ وخاصة بغياب وجود أي خلفية مسبقة عن الفلسفة.

خبرة الدارس جوليان زكّا الراسي في دراسة الفلسفة
حين أستعيد مشواري الجامعي في بيروت، أشعر بامتنان عميق يغمرني. لقد كانت هذه الرحلة أكثر من مجرّد مرحلة دراسيّة، بل كانت تجربة حيّة وممتعة أثرتني على كل المستويات. عشت خلالها حياة جامعيّة نابضة، لا في الكتب والمحاضرات فقط، بل في العلاقات واللقاءات، في اللحظات الصغيرة والمواقف الكبيرة، في الأسئلة التي طرحتها، وفي الأجوبة التي وُلدت من رحم النقاش.
لم تكنْ رحلتي الجامعيةُ مجرّدَ تَحصيلٍ أكاديميّ، بل تحوّلًا في الوعي والذاتِ، وسيرًا في دربِ البحثِ عن المعنى والغايةِ في عالمٍ تتسارعُ فيه وتيرةُ الحياةِ وتزدادُ التحدّياتُ. سأروي لكم فصولَها من السنَةِ الأولى إلى نهايةِ هذه المرحلةِ التي بدأتْ ولم تنتهِ.
السَّنةُ الأولى: شَغَفٌ واكتشافٌ
بدأتُ بشغفٍ وهدفٍ واضح: تعميقُ فهمي الفلسفيِّ والحضاريِّ لخدمةِ تَكْريسي للهِ من خلالِ الرهبانيةِ اليسوعيةِ.
لم تكنِ البدايةُ سهلة؛ منهجيةُ الدراسةِ اختلفتْ جذريًّا عمّا اعتدتُ عليه، وأدركتُ أنَّ الفلسفةَ ليستْ معلوماتٍ تُحفظ، بل نشاطٌ عقليّ يدفعُ إلى التساؤلِ عن معنى الوجودِ والحياةِ.
كنتُ أرفضُ ما هو مختلفٌ، وأخافُ على الموروثِ لديّ، لكنني تعلّمتُ أنَّ العالمَ لا يُختصرُ في رؤيةٍ واحدة، وأنَّ التنوّعَ الفكريَّ والحضاريَّ مصدرُ غِنًى لا يَنضبُ.
هذا الانفتاحُ زادَ قدرتي على قراءةِ النصوصِ بموضوعيةٍ ونقدِها بعمق، ومهّدَ لحريةٍ فكريةٍ حقيقيةٍ.
وكانتِ الحضارةُ العربيّةُ مصدرَ إلهامٍ؛ التراثُ الأدبيُّ والشعريُّ كشفا عن عمقِ التجربةِ الإنسانيّةِ.
كانت هذه السنةُ نقطةَ انطلاقٍ لفهمٍ أعمقَ للذاتِ والإنسانيةِ، ووعيًا بكيفيةِ أن يخدمَ الفكرُ العملَ الرسوليَّ.
السَّنةُ الثانيةُ: تعميقٌ وتحدٍّ
دخلتُها بشغفٍ أكبر، مدفوعًا بخبرةِ السنةِ الأولى ورغبتي في النموِّ الفكريِّ والروحيِّ. كانتْ أهدافي واضحةً: التعمّقُ في فهمِ الإنسانِ ووجودِه، لتعزيزِ قدرتي على خدمته بفكرٍ وروح.
رغم شعوري بالإرهاقِ، شعرتُ بالفخرِ بقدرتي على مواجهةِ التحدّيات. أدركتُ أنَّ بذلَ الجهدِ في طلبِ المعرفةِ استثمارٌ يُثمر. أصبحتُ أكثرَ وعيًا بحاجتي إلى الانفتاحِ على توجيهِ الرهبانيةِ، وبدأتُ أعالجُ قصوري في بعضِ الجوانبِ التاريخيةِ والجغرافيةِ.
ازدادَ انشغالي بالقضايا الإنسانيةِ، وبماهيةِ الإنسانِ واغترابهِ. تأكّدتُ أنَّ انتمائي للإنسانيةِ جزءٌ من رسالتي الروحيةِ والرسوليةِ. الفلسفةُ منحتني منهجًا نقديًّا أقاومُ به سطحيةَ العصرِ، وأبني به فهمًا أعمقَ للتحدياتِ التي يواجهُها الإنسانُ. كانتْ هذه السنةُ رياضةً فكريةً مكثّفة، علّمتني الصمودَ والنموَّ.
السَّنةُ الثالثةُ: إلزامٌ أخلاقيٌّ وتحقيقُ ذاتٍ
بدأتُ هذه السنةَ بهدفٍ بارز: البحثُ عن الإلزامِ الأخلاقيِّ، وكيفيةُ جعلِ الفلسفةِ أداةً لخدمةِ الإنسان.
راجعتُ تجربتي، وأدركتُ أن اغترابي في السنةِ الأولى كانَ فقدانًا لذاتي القديمةِ، وأن توسّعَ آفاقي لاحقًا كانَ اكتشافًا لإنسانيتي وانفتاحًا على الآخر.
تعمقتُ في دراسةِ الإنسانِ، وأدركتُ أنه سرٌّ لا يُسبرُ بسهولة، وأنَّ الألمَ دعوةٌ للتضامنِ. أيقنتُ أن رسالتي الرهبانيةَ تجسّدُ إنسانيتي وتدافعُ عن الآخرِ بالحبِّ والعدالةِ. تكوّنَ في داخلي فهمٌ أعمقُ للسلوكِ الإنسانيِّ، وللقانونِ الأخلاقيِّ الذي يحكمُه، ولإمكانِ ترجمةِ هذه المبادئِ في خدمةِ الحياةِ.
شعرتُ بالراحةِ والانتماءِ، وانغمستُ أكثر في التساؤلِ حول الشرِّ ومسؤوليةِ الإنسان. ورغم لحظاتِ اليأس، كانتِ الفلسفةُ رفيقًا نفسيًّا وفكريًّا، تعلّمني الشفقةَ على نفسي والآخرين، وتمنحني حضورًا إيجابيًّا أمام الاغترابِ. في هذا العمق، بدأ يظهر لي البعدُ الصوفيُّ، همساتُ الله في القلبِ، والحقيقةُ كضياءٍ داخليٍّ، لا كتعريفٍ خارجيٍّ.
نهاية، هذه السنواتُ لم تكنْ مجرّدَ دراسة، بل رحلةً تحوّلتْ فيها الفلسفةُ إلى رفيقةِ مسيرتي ودعوتي. صرتُ أكثرَ إنسانيةً، أكثرَ محبةً، وأكثرَ فهمًا. واختبرتُ أنَّ الفكرَ حين يتّحدُ بالصلاةِ يتحوّلُ إلى خدمةٍ، وأن التكريسَ حين يُغذّيه السؤالُ، يصبحُ شهادةً حيّةً. كانتْ الفلسفةُ نعمةً لي، أضاءتْ ذهني، ونقّتْ قلبي، وثبّتتْ خطواتي في المسارِ الرسوليّ.
الدارس رامي برنابا اليسوعيّ
أخبار ذات صلة

خبرة الدارس بيشوي ايليا في دراسة الفلسفة
دخلتُ مرحلة دراسة الفلسفة وأنا أحمل في قلبي تساؤلات عديدة: لماذا ندرس الفلسفة في تكويننا الرهباني؟ وهل نحن بحاجة فعلًا إلى الفلسفة في واقعنا اليوم؟ وهل تخدم رسالتنا في خدمة الآخرين؟ وكوني أرغب في أن أسير في خطوات نحو أن أكون راهبًا يسوعيًا، أقدّم حياتي لله في خدمة الآخرين، كان سؤالي واضحًا: بماذا ستفيدني الفلسفة في هذا المسار؟

خبرة الدارس فواز سطّاح في دراسة الفلسفة
كان فضول دراسة الفلسفة هو فضول يسبق بداية الحياة الرهبانية، والسؤال الذي طرحته على نفسي عندما طلبت الرهبنة اليسوعية مني دراسة الفلسفة كجزء من التكوين الشخصي هو ماذا أريد من الفلسفة؟ وخاصة بغياب وجود أي خلفية مسبقة عن الفلسفة.

خبرة الدارس جوليان زكّا الراسي في دراسة الفلسفة
حين أستعيد مشواري الجامعي في بيروت، أشعر بامتنان عميق يغمرني. لقد كانت هذه الرحلة أكثر من مجرّد مرحلة دراسيّة، بل كانت تجربة حيّة وممتعة أثرتني على كل المستويات. عشت خلالها حياة جامعيّة نابضة، لا في الكتب والمحاضرات فقط، بل في العلاقات واللقاءات، في اللحظات الصغيرة والمواقف الكبيرة، في الأسئلة التي طرحتها، وفي الأجوبة التي وُلدت من رحم النقاش.

Le Pape Francois en Turquie
Le 5 janvier 1964, eut lieu une rencontre historique entre le Pape Paul VI et Athénagoras 1er, Patriarche Oecuménique de Constantinople. Un an après, il y a donc près de 60 ans aujourd’hui, fut lue à Rome et à Istanbul une Déclaration commune de ces mêmes Pape et Patriarche, qui exprimait leur décision d’enlever de la mémoire et de l’Eglise les sentences d’excommunication de l’année 1054. En juillet 1967, Paul VI s’est alors rendu pour deux jours en Turquie où il a rencontré les autorités civiles et religieuse du pays, en particulier le Patriarche, et la communauté catholique.

Pope Francis’ Apostolic Journeys to the Holy Land (2014) and Iraq (2021)
The iconic gesture of Pope Francis stooping down to touch the water at the Baptism Site of Jesus in Jordan highlights the importance of Francis’ Apostolic Journey to the Holy Land in 2014 as well as his personal embodiment of a servant Church that kneels to serve. The three-day pilgrimage, which took place from May 24-26, 2014, marked the 50th anniversary of the historic meeting between Pope Paul VI and Greek Orthodox Ecumenical Patriarch Athenagoras in Jerusalem on January 6, 1964.

Le Pape François et l’Égypte : Un pèlerin de paix sur les pas de la fraternité
Le pape François s’est rendu en Égypte les 28 et 29 avril 2017, à l’invitation d’Al-Azhar, pour participer à la « Conférence internationale pour la paix ». Il s’agissait de la première visite d’un pape dans le pays depuis celle de Jean-Paul II en 2000. Cette visite est intervenue dans un contexte marqué par les attentats du Dimanche des Rameaux contre les églises coptes d’Alexandrie et de Tanta (située à mi-chemin entre Le Caire et Alexandrie, dans le delta du Nil). Le choix de maintenir ce voyage malgré les risques fut un geste à la fois prophétique et pastoral.