Jesuits Pro

من نحن

يسوعيّون في الشرق الأدنى والمغرب العربيّ

Jésuites du Proche-Orient et du Maghreb

تأسّست الرهبانيّة في العام 1540 على يد القدّيس إغناطيوس دي لويولا، ويعرف أعضاؤها باليسوعيّين. الرهبانيّة اليسوعيّة هي الرهبانيّة الأكثر عددًا في الكنيسة الكاثوليكيّة.
إنّها حاضرة في حوالى 120 بلدًا موزّعة على القارّات الستّ، ويبلغ عدد اليسوعيّين اليوم حوالى 18,000 عضو، سواء كانوا كهنة أو إخوة أو رهبانًا في مرحلة التكوين.
جميعهم يلتزمون بالنذور الرهبانيّة في الفقر والعفّة والطاعة.
يعيش اليسوعيّون في جماعةٍ مع رفاقٍ يسوعيّين آخرين، وينهمكون في مهامّ متنوّعة. إنّهم مستعدّون للعمل حيث الحاجة الأشدّ.
جماعاتهم مؤسّسة على الاحتفال بالإفخارستيّا، والصلاة، ورؤيتهم المشتركة، ورسالتهم، وتقليدهم الروحيّ، كما على المشاركة بالإيمان والحياة.
كان القدّيس إغناطيوس يحبّ أن يسمّيهم: «أصدقاء في الربّ».
يلتزم اليسوعيّون في الشرق الأدنى بمختلف الحقول الرسوليّة كالمدارس أو الجامعات، مراكز الرياضات الروحيّة، المراكز الثقافيّة أو الاجتماعيّة، الرعايا، أو الأعمال التي تخدم الفقراء والأشدّ بؤسًا (مثلاً الهيئة اليسوعيّة لخدمة اللاجئين JRS).
إنّهم يستطيعون أن يكونوا أساتذة، مرشدين روحيّين، محلّلين نفسيّين، أطبّاء، محامين، ممثّلين، مرشدين، عاملين اجتماعيّين…
باختصار، يمكنهم أن يتمّوا تقريبًا كلّ نوعٍ من الخدمة قد نتصوّره. إنّهم ملتزمون بمختلف الطبقات الاجتماعيّة، بين المسيحيّين وغير المسيحيّين، في المدن الكبيرة كما في المناطق البعيدة جدًّا.
هذا ما قاله البابا بندكتوس السادس عشر في العام 2008: «كما كرّره لكم أسلافي عدّة مرّاتٍ، الكنيسة تحتاج إليكم، وتعتمد عليكم،
وتظلّ تطلبكم بثقة لبلوغ تلك الأقاليم المادّيّة والروحيّة التي لا يتمكّن الآخرون، أو يعانون صعوبة، من بلوغها. […] فالكنيسة بحاجة ماسّة إلى أشخاصٍ متينين وعميقين في آنٍ واحد،
يتمتّعون بثقافةٍ جيّدة وحسٍّ إنسانيٍّ واجتماعيٍّ حقيقيّ، رهبان وكهنة يكرّسون حياتهم ليرابضوا عند هذه الحدود كي يشهدوا ويساعدوا على الفهم بأنّ هناك انسجامًا كبيرًا
بين الإيمان والعقل، الروح الإنجيليّة والعطش إلى العدالة والالتزام لأجل السلام». ومنذ العام 2013، البابا فرنسيس هو أوّل بابا يسوعيّ في تاريخ الكنيسة.
ففي حين تتضمّن حياة اليسوعيّ تضحيات عدّة وليست سهلة دومًا، فإنّها حياة سخاءٍ عميق وفرح مؤسَّسٍ على بذل الذات وخدمة الربّ في كلّ واحدٍ «لمجد الله الأعظم»!

من نحن

 الرهبانيّة اليسوعيّة

إغناطيوس دي لويولا مؤسّس اليسوعيّين (1491-1556)

يعود اهتداء القدّيس إغناطيوس دي لويولا ليصير تلميذ المسيح إلى حادثة: جرحت قذيفة مدفعٍ ساقه حين كان يدافع عن قلعة بامبلونا بإسبانيا في العام 1521.

وأمضى فترة نقاهةٍ طويلة وقاسية. وحين تمكّن من المشي ثانيةً، صار حاجًّا يفتّش عن السلام الداخليّ والطريق الذي يقوده الربّ فيه.

وبعد سنة، وبينما كان يتأمّل جالسًا على هضبةٍ تطلّ على نهر الكاردونير، في منريسا بالقرب من برشلونة، نال خبرةً صوفيّة كشفت له سرّ الثالوث.

وأثّرت هذه الخبرة في باقي حياته. حين تذكّر ثانيةً هذا الحدث كتب في سيرته الذاتيّة:
«وبدأت عيون ذهنه تنفتح، فلم يرَ رؤيا قطّ، بل فهم أمورًا كثيرة وعرفها، سواء في المجال الروحيّ، أو في مجال الإيمان والآداب؛وجرى ذلك في نورٍ ساطع حتّى إنّ كلّ شيءٍ ظهر له جديدًا» (السيرة الذاتيّة، 30).

وشعر إغناطيوس بأنّ كلّ العطايا والنِعَم التي تلقّاها منذ ذلك الحين لا تساوي ما اختبره في تلك اللحظة. لقد تأصّل شغفه

لخدمة المسيح في وسط الانشغالات اليوميّة بهذا اللقاء الصوفيّ بالثالوث.ويمكننا القول إنّه كان له بمثابة عنصرة.

إبتداءً من ذلك الحين، تابع إغناطيوس دي لويولا طريقه حاجًّا، ولكن بطريقةٍ مختلفة. فبعد أن راقب وفكّر طوال سنةٍ ونصف تقريبًا بحركات «الأرواح» المتناقضة التي تعصف بقلبه،

توصّل إلى ملاحظة أيّها من الله وأيّها يخالف الأفكار الإلهيّة. فبدأ حينها مسيرةً مع رجالٍ ونساء جعلهم يشاركون في «حواراتٍ روحيّة»،

ليساعدهم على التفكير في خبرتهم كي يلاحظوا من خلالها حضور نداءات الله. وإذ كان حينها علمانيًّا ملتزمًا بمهمّةٍ روحيّة، قلقت السلطات الإسبانيّة وبدأت تضايقه.

فذهب إلى جامعة السوربون بباريس في العام 1528 ليتحضّر لهذه المهمّة بطريقةٍ رسميّة. ونجح هناك بتجميع مجموعة من حوالى عشرة طلاّب جامعيّين

كانوا يجتمعون بإشرافه ليصلّوا ويدرسوا ويتفانوا بأعمال المحبّة تجاه الفقراء.
وقرّرت مجموعة «الأصدقاء بالربّ» الأولى هذه أن تظلّ معًا لخدمة الكنيسة. وفي طريقهم إلى روما، توقّف إغناطيوس ليصلّي في لاستورتا،

وهي كابيلاّ صغيرة على حافّة الطريق. فنال هناك نِعَمًا أكّدت رغبته في أن يكون تلميذ المسيح: رأى يسوع يحمل صليبه بالقرب من الآب،

وسمع الآب يقول ليسوع: «أريد أن يخدمنا»؛ والتفت يسوع إلى إغناطيوس وقال له: «أريدكَ أن تخدمنا» (السيرة الذاتيّة 73).

هذه الخبرة جعلت إغناطيوس يطلق على الجماعة الرهبانيّة التي كان سيؤسّسها لاحقًا اسم «رفاق يسوع». وهكذا نال إغناطيوس بفضل هذه الرؤيا تثبيتًا لرغبته بالتماهي لخدمة المسيح الفقير والمتواضع والمتألّم.

ومرّةً أخرى، تمّ تعزيز الرابط بين التصوّف والخدمة وتعميقه.
وإذ أقام الرفاق الأوّلون في روما، فتحوا بيتهم لضحايا الطاعون، وزاروا السجون، ووعظوا في كلّ منعطفات الشوارع، وقرّروا أن يشكّلوا جماعة رهبانيّة.

وفي العام 1540، صادق البابا على الرهبنة اليسوعيّة واعتبرها رهبنةً داخل الكنيسة. فتشتّت اليسوعيّون بسرعة، وذهبوا إلى اليابان والهند وعدّة بلدانٍ أوروبّيّة. وفي العام 1548،

أرسل إغناطيوس بعض اليسوعيّين ليؤسّسوا مدرسةً في مسّينا بصقلّية. كان يختار المهامّ بحسب الحاجات الأشدّ إلحاحًا، وحيث يمكن انتظار خيرٍ أفضل وأشمل.

وسرعان ما أدرك إغناطيوس أنّ المدارس والجامعات هي أماكن مناسبة بوجهٍ خاصٍّ للتعاون مع المسيح في بناء ملكوته.
توفّي إغناطيوس دي لويولا في 31 تمّوز 1556. كرّس آخر خمس عشرة سنة من عمره لكتابة قوانين الرهبنة اليسوعيّة.

هذه الوثيقة هي ثمرة صلاةٍ حارّة يرافقها جهد مستمرّ في التمييز. القوانين تعكس رؤية إغناطيوس. كان مقتنعًا بأنّ إمكانيّة التمايز في الخدمة تنبع أوّلاً من الرغبة العميقة الحارّة بالتشبّه بالمسيح.

وهي تنبع ثانيًا من التوتّر بين العمل والتأمّل، بين الوعظ في الفقر واستعمال أفضل الوسائل، بين التزامٍ كامل بالعمل الحاليّ والاستعداد لنَيل مهمّة جديدة.

ففي هذه التوتّرات الخصبة درّب إغناطيوس تلاميذه ليميّزوا دعوة الله.
إنّ اسم إغناطيوس يأتي من الكلمة اللاتينيّة ignis التي تعني النار. فنار إغناطيوس وشغفه لتوحيد التصوّف والخدمة مستمرّان حتّى أيّامنا في إنعاش قلب اليسوعيّين ومعاونيهم في مهامّهم.
(بحسب اليسوعيّ John Schwantes؛ 1993).

من نحن

إغناطيوس دي لويولا، المؤسس

تعتبر الروحانيّة الإغناطيّة الحياة والكون كلّه هبة من الله، هبة تثير الاندهاش والامتنان.
إنّها تجعل التخيّل والعاطفة يشاركان، معتمدةً في الآن نفسه على العقل.
إنّها تفتّش عمّا هو إلهيّ في كلّ الأشياء والأشخاص والثقافات، في الدروس والأبحاث، في الحوار والخبرة البشريّة، وخصوصًا في شخص يسوع المسيح.
إنّها تقرّ بأنّ الشرّ يعمل على المستوى الشخصيّ أو الجماعيّ، ولكنّها تعترف بأنّ المحبّة أقوى من كلّ شرّ.
إنّها تلحّ على الحرّيّة، وضرورة التمييز، والالتزام المسؤول.
إنّها تكوّن أشخاصًا ليصيروا قادة ويتميّزوا بالخدمة، رجالاً ونساءً لأجل الآخرين، مواطنين متآزرين وعازمين على بناء عالمٍ أقوى عدالة وإنسانيّة.

من نحن

الروحانيّة الإغناطيّة

Share This