أخبار ذات صلة
أحد العائلة المقدّسة

أحد العائلة المقدّسة

يُسمّى اليوم الثاني للميلاد في الطقس الشرقيّ بعيد “تهنئة العذراء مريم بالطفل يسوع”، وتُقدّم فيه التهاني للأم العذراء. وفي الطقس اللاتينيّ يُكرّس يوم الأحد الّذي يلي الميلاد “للعائلة المقدّسة”، ويضُمّ العيد مريم، ويوسف، والطفل يسوع، تُتلى فيه صلوات خاصّة من أجل الحياة في عائلاتنا والتفاهم والتناغم بين الزوجين، وبين الأهل والأولاد.

قراءة المزيد
« رأت عينايَ خلاصَك »

« رأت عينايَ خلاصَك »

ماذا رأى سمعان الشيخ ليقول هذه الكلمات: رأت عينايَ خلاصَك؟ لقد كان سمعان رجل صلاة، وفي عمق قلبه أوحى إليه الروح القدس أنّه لن يرى الموت قبل أن يعاين مسيح الربّ (لو2: 26).

قراءة المزيد
إيمان مريم يفتحها نحو الآخر

إيمان مريم يفتحها نحو الآخر

وكيف يظهر الإيمان في حياة مريم ؟ تلقي بذاتها على كلمة الله، لا تنظر إلى نفسها بل تنطلق في طرق الحياة بسرعة وهمّة وعزم، لا يوقفها صعوبة درب ولا يثنيها عناء المسيرة. هي على الله تتكّل، تنتظر من عنايته الرحمة والنور.

قراءة المزيد

القراءات الكتابيّة

* أشعيا 7: 10-14

في تلك الأَيّام: كَلَّمَ الرَّبُّ آحازَ قائِلاً: «سَلْ لِنَفسِكَ آيةً مِن عِندِ الرَّبِّ إِلهِكَ، سَلْها إِمَّا في العُمْقِ وإِمَّا في العَلاءَ مِن فَوقُ» فقالَ آحاز: «لا أَسأَلُ ولا أُجَرِّبُ الرَّبّ». قالَ (أَشَعْيا): «إِسمَعوا يا بَيتَ داوُد: أَقليلٌ عِندَكم أَن تُسئِموا النَّاسَ حتَّى تُسئِموا إِلهي أَيضًا؟  فلِذلك يُؤتيكُمُ السَّيِّد نَفْسُه آيَةً: ها إِنَّ العَذراءَ تَحبِلُ وَتَلِدُ ابنًا وتَدْعو اسمَه عِمَّانوئيل».

* رومة 1: 1-7

مِن بولُسَ عَبْدِ المسيحِ يسوع دُعِيَ لِيَكونَ رَسولاً وأُفرِدَ لِيُعلِنَ بِشارةَ الله، تِلكَ البِشارةَ الَّتي سَبَقَ أَن وَعَدَ بِها على أَلسِنَةِ أَنبِيائِه في الكُتُبِ المُقَدَّسة، في شَأنِ ابنِه الَّذي وُلِدَ مِن دُريَّة داوُدَ، من حيث انه بشر، وجُعِلَ ابنَ اللهِ في القُدرَةِ، بِقِيامتِه مِن بَينِ الأَموات، من حيثُ روحِ القَداسة، أَلا وهو ربُّنا يسوعُ المسيحُ. بِه نِلْنا النِّعمَةَ لِنَكونَ رسولاً، فنَدعو جَميعَ الأُمَمِ الوَثَنِيَّة أن تدين له بِالإِيمانِ، إِكرامًا لاسمِه، وأَنتُم أَيضًا مِنها، دَعاكُم يسوعُ المسيح. إِلى جَميعِ أَحِبَّاءِ اللهِ الَّذينَ في رُومة، إِلى القِدِّيسينَ بدَعوة الله. علَيكُمُ النِّعمَةُ والسَّلامُ، مِن لَدُنِ اللهِ أَبِينا، ومِن لَدُنِ ربُّنا يسوعَ المسيح.

* متى 1: 18-24

أَمَّا ميلادُ يسوعَ المسيح، فَهَكذا كان: لَمّا كانَت مَريمُ أُمُّهُ مَخْطوبةً لِيُوسُف، وُجِدَت قَبلَ أَن يَتَساكنا حامِلاً مِنَ الرُّوحِ القُدُس. وكان يُوسُفُ زَوجُها بارًا، فَلَمْ يُرِدْ أَن يَشهَرَ أَمْرَها، فعزَمَ على أَن يُطلِّقَها سِرًّا. وما نَوى ذلك، حتَّى تراءَى له مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلمِ وقالَ له: «يا يُوسُفَ ابنَ داود، لا تَخَفْ أَن تَأتِيَ بِامرَأَتِكَ مَريمَ إِلى بَيتِكَ. إِنَّ الَّذي كُوِّنَ فيها هوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس؛ وستَلِدُ ابنًا فسَمِّهِ يسوع، لأَنَّه هوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعبَه مِن خَطاياهم». وكانَ هذا كُلُّه لِيَتِمَّ ما قالَ الرَّبُّ على لِسانِ النَّبِيّ: «ها إِنَّ العَذراءَ تَحْمِلُ فتَلِدُ ابنًا يُسمُّونَه عِمَّانوئيل أَيِاللهُ معَنا“». فلمَّا قامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوم، فَعلَ كَما أَمرَه مَلاكُ الرَّبِّ، فأَتى بِامرَأَتِه إِلى بَيتِه.

العظة

إنّ الله معنا، فينا وبيننا، كلمة فرح وحياة ونور، رقّة ولطف وعذوبة، أبوّة وأمومة. هو سلام يسكن في قلبنا، ونعمة تملأ حياتنا، فيعطي عيوننا بهجة، ويمنح أرجلنا قوة، ويفيض في قلوبنا محبّة وإيمان ورجاء. هو في حياتنا كالخميرة في العجين، لا يُحدث صوتًا أو جلجلة، بل يمتزج بهدوءٍ وثقة بكلّ جوانب وجودنا وتاريخنا، يدعم ما فينا من أنوار ويضيء ما فينا من ظلال. فهو يحبّنا بكلّ ما فينا من إمكانات وحدود، من طباع ونفسيّة ورؤية، من ميول ومشاريع وتطلّعات.

إنّ فرح الله يكمُن في سكناه فينا ومعنا، هواه أن يقيم معنا، أن يرافقنا في سائر أمور حياتنا، وأن يسير معنا في كلّ لحظات حياتنا. لا شيء من إنسانيّتنا غريب عنه أو خفيّ عن نظرته المحبّة والشغوفة. يتهلّل فرحًا بالنظر إلينا ويحيط كلّ واحد منّا بعنايته الأبويّة الفائقة، يُسند ويُلهم ويغفر بلا كلّل، يحمي ويغذّي ويرفق بلا حدود. يحتضنّا ويفيض علينا غزير نِعمه دون أن يخدش حرّيتنا، ينتظر بصبرٍ ورجاءٍ أن نتجاوب وكلمته المُحيية في قلبنا، أن نؤمن بحبّه وأن نرتمي بكلّ ذواتنا بين ذراعيه.

إنّ الله هو نسيم عليل عالمنا وكنيستنا ومجتمعنا، ينقّي هواءنا من عادم الكذب والغرور والعنف، يحوّل دائمًا كلّ الأشياء لخير من يحبّونه، حتى الخطيئة والشرّ والهدم. لا تثنيه زوابع الكراهية والدمار، ولا يوقفه صراخ الانتقام والقصاص، فهو كالطفل البريء يمضي قدمًا، بل يجري غير عابء بالصعوبات والتحدّيات، لأنّه يثق بكلمته التي زرعها في قلوب البشر، متيقّن من غلبة الحياة على الموت، والوداعة على العنف، والحقيقة على الكذب. هو كبير كبير لأنّه أصغر وأبسط من أن تدركه عقول البشر، هو عظيم عظيم لأنّه أقرب إلينا من أنفسنا، هو رائع رائع لأنّه رحيق حبّ يخترق عروقنا ويمتزج بدمائنا فيحوّلنا يومًا بعد يوم إلى أبناء وبنات له.

إن الله معنا، مع كلّ واحد منّا، مع كلّ إنسان من المليارات السبع التي تملأ أرضنا، هو معنا وسط ضيقات وصراعات مجتمعنا المؤلمة والمنهكة، هو معنا بالرغم من تلاعب حفنة من الناس بمقدرات بلادنا، وعدم اكتراثهم بتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا. هو معنا نار في القلب ونور للعقل وعزيمة للإرادة، هو معنا رغبة في الأخوّة، سعي للعدالة، دفاع عن الكرامة، شجاعة في المصالحة، حزم ضد الكذب والنفاق والعنف. هو معنا انتباه للمسكين والصغير، تضامن حقيقيّ مع الفقير والضعيف. هو معنا تحرير لقلوبنا من نير الأنانيّة والكبرياء والخطيئة، حتى نصبح حقًّا أصدقاء وشهودًا له وسط عالمنا الباحث عن معنى، عن خبز وحرّيّة وعدالة أجتماعيّة. 

إنّ الله معنا لأنّه يتكلم في قلب إنسان، يدقّ على بابه، ينتظر أن يسمع صوته وأن يفتح له الباب فيدخل ويسكن معه. في يوم من أيّام تاريخنا، اختار مريم ويوسف في فقرهما وبساطتهما ليكونا شريكاه في حبّ العالم، ليقبلاه في حياتهما حتى يسكن مع البشر أجمعين. إنّ طريق الله للناس كلّهم يمرّ دائمًا بقلب إنسان واحد، بالأمس كان يوسف ومريم، واليوم هو كلّ واحد منّا. لم يهدم الله مشروع يوسف ومريم في بناء أسرة، ولم يحطم حلمهما في الأبوّة والأمومة، بل استطاع أن يلمس قلبهما لأنّه كان حيًّا نابضًا، يسكنه رغبة في الحياة وثقة بالله، نبع الحياة ومصدر كلّ أبوّة وأمومة في السماء والأرض. فعرف يوسف ومريم أن يسلّما مشروعهما وحلمهما بين يديّ الله، فقادهما الروح القُدس إلى أبوّة وأمومة تفوق كلّ إدراك وكلّ تصوّر، صارا أبًا وأمًّا ليسوع، ابن الله، من يخلّص البشر من خطاياهم.

إن الله معنا، يعيد إلينا فرح الحياة وبهجتها، يحقّق فينا وبنا حلمنا في الأبوّة والأمومة، يشركنا معه في حبّ الناس كلّهم، من خلالنعمحرّيتنا، في بساطة وصغر وضعف وجودنا. لقد وُلد يسوع بالأمس بنِعمة الروح القُدس وبفضلنَعميوسف ومريم، فامتلأ عالمنا نورًا ساطعًا بشمس البِر، واليوم كذلك يأتي الربّ إلى عالمنا ومجتمعنا، بيوتنا وأديرتنا وكنائسنا، حين ندخل في لقاء القلب بالقلب معه، نسمع صوته ونفهم حبّه العظيم لنا وللناس، ونسلّم له ذواتنا، قائلين مع يوسف ومريمنَعم“. نَعم، يا ربّ اسكن فينا وبيننا، امنحنا روحك القُدس، استخدمنا لسلامك ومجدك وفرحك، فأنت الحياة والنور والسلام.

الأب نادر ميشيل اليسوعيّ

عظات ذات صلة

أحد العائلة المقدّسة

أحد العائلة المقدّسة

يُسمّى اليوم الثاني للميلاد في الطقس الشرقيّ بعيد “تهنئة العذراء مريم بالطفل يسوع”، وتُقدّم فيه التهاني للأم العذراء. وفي الطقس اللاتينيّ يُكرّس يوم الأحد الّذي يلي الميلاد “للعائلة المقدّسة”، ويضُمّ العيد مريم، ويوسف، والطفل يسوع، تُتلى فيه صلوات خاصّة من أجل الحياة في عائلاتنا والتفاهم والتناغم بين الزوجين، وبين الأهل والأولاد.

قراءة المزيد
« رأت عينايَ خلاصَك »

« رأت عينايَ خلاصَك »

ماذا رأى سمعان الشيخ ليقول هذه الكلمات: رأت عينايَ خلاصَك؟ لقد كان سمعان رجل صلاة، وفي عمق قلبه أوحى إليه الروح القدس أنّه لن يرى الموت قبل أن يعاين مسيح الربّ (لو2: 26).

قراءة المزيد
إيمان مريم يفتحها نحو الآخر

إيمان مريم يفتحها نحو الآخر

وكيف يظهر الإيمان في حياة مريم ؟ تلقي بذاتها على كلمة الله، لا تنظر إلى نفسها بل تنطلق في طرق الحياة بسرعة وهمّة وعزم، لا يوقفها صعوبة درب ولا يثنيها عناء المسيرة. هي على الله تتكّل، تنتظر من عنايته الرحمة والنور.

قراءة المزيد
« ها أنا أمَتُكَ »

« ها أنا أمَتُكَ »

لقد غيّرت «نَعَم» مريم وجه العالم. ففي اللحظة التي قالت فيها هذه الصبيّة من الناصرة في الجليل: «هاءَنذا»، أصبح الله جزءًا من تاريخ الإنسان، لا كخالقه الكليّ القدرة والبعيد عنه، ولا حتى كهذا الله الذي يسيرُ مع شعبهِ عبرَ تاريخه الطويل، ولكن الله الذي يبحث عن الاتحاد بمحبوبهِ، كمثلِ شابٍّ يسعى للزواج من بكرٍ؛ وفي مريم تزوّج البشريّة. 

قراءة المزيد
فرح العطاء فرح الاستقبال

فرح العطاء فرح الاستقبال

قد نتساءل للوهلة الأولى ما هي العلاقة بين هذه القراءات الثلاث الّتي سمعناها وبشكلٍ خاصّ الأولى والثانية الّتي تحدّثنا عن الفرح، وبين نص الإنجيل حيث يدعو يوحنا المعمدان مستمعيه إلى تغيير تصرّفاتهم ومواقفهم تجاه الآخرين.

قراءة المزيد
«أأنتَ الآتي ؟»

«أأنتَ الآتي ؟»

هل يمكن أن يكون لدينا مُرشد أفضل من يوحنا المعمدان لكي يُحضّرُنا لقدوم المخلّص؟ لكن، يبدو لنا في إنجيل اليوم بأنّ يوحنا نفسهُ كان محتارًا. هل يمكن أن يكون الشك قد ساور يوحنا حتى أنّه أرسل تلاميذهُ إلى يسوع يسألهُ بلسانهم: «أأنتَ الآتي، أم آخر ننتظر؟

قراءة المزيد
أيّ تعزية في انتظارنا؟

أيّ تعزية في انتظارنا؟

أيّ تعزية في انتظارنا؟ فلا عزاء لذلك الّذي يقف على الدور منتظرًا ربطة خبز ليُقيت عائلته، أو ذاك الّذي يداحم الجموع للحصول على اسطوانة غاز يواجه بها البرد القارس الّذي ينخر في عظام عائلته. تبدو وتيرة الأمور في بلادنا على أنّها أسيرة الانتظار، انتظار مجهول المدّة، انتظار يصوّر حالتنا أنّها جامدة، جمود مياه الأمطار الّتي استسلمت لبرودة المناخ.

قراءة المزيد
Share This