أخبار ذات صلة
أحد العائلة المقدّسة

أحد العائلة المقدّسة

يُسمّى اليوم الثاني للميلاد في الطقس الشرقيّ بعيد “تهنئة العذراء مريم بالطفل يسوع”، وتُقدّم فيه التهاني للأم العذراء. وفي الطقس اللاتينيّ يُكرّس يوم الأحد الّذي يلي الميلاد “للعائلة المقدّسة”، ويضُمّ العيد مريم، ويوسف، والطفل يسوع، تُتلى فيه صلوات خاصّة من أجل الحياة في عائلاتنا والتفاهم والتناغم بين الزوجين، وبين الأهل والأولاد.

قراءة المزيد
« رأت عينايَ خلاصَك »

« رأت عينايَ خلاصَك »

ماذا رأى سمعان الشيخ ليقول هذه الكلمات: رأت عينايَ خلاصَك؟ لقد كان سمعان رجل صلاة، وفي عمق قلبه أوحى إليه الروح القدس أنّه لن يرى الموت قبل أن يعاين مسيح الربّ (لو2: 26).

قراءة المزيد
إيمان مريم يفتحها نحو الآخر

إيمان مريم يفتحها نحو الآخر

وكيف يظهر الإيمان في حياة مريم ؟ تلقي بذاتها على كلمة الله، لا تنظر إلى نفسها بل تنطلق في طرق الحياة بسرعة وهمّة وعزم، لا يوقفها صعوبة درب ولا يثنيها عناء المسيرة. هي على الله تتكّل، تنتظر من عنايته الرحمة والنور.

قراءة المزيد

القراءات الكتابيّة

* أشعيا 35: 1-6. 10

سَتَفرَحِ البَرِّيَّةُ والقَفْر وْتَبتَهِجَ الباديَةُ وتُزهِرْ كالورد. تُزهِرْ إِزهارًا وتَبتَهجُ ابتهاجًا مع تَرنيم، قد أُوتيتَ مَجدَ لبْنان وبَهاءَ الكَرمَلِ والشَّارون فهم يَنظُرون مَجدَ الرَّبَ وبَهاءَ إِلهِنا. قَوُّوا الأَيدِيَ المُستَرخِيَة وشَدِّدوا الرُّكَبَ الواهِنَة. قولوا لِفَزِعي القُلوب: «تَقَوَّوا لا تَخافوا هُوَذا إلهُكم النَّقمَةُ آتِيَة مُكافَأَةُ الله حاضِرَة: هو يَأتي ويُخَلِّصُنا». حينَئِذ تتَفتَحُ عُيوِنُ العُمي وآذانُ الصُّمِّ تَتَفَتَّح وحينَئذٍ يَطفُرُ الأَعرَجُ كالأَيِّل وَيَتَرَنَّم لِسانُ الأَبكَم إِذ قَدِ انفَجَرَتِ المِياهُ في البَرِّيَّة والأَنْهارُ في البادِيَة. والَّذينَ فَداهُمُ الرَّبّ يَرجِعون ويَأتونَ إِلى القُدس بِتَرنيم ويَكونُ على رُؤُوسِهم فَرَحٌ أَبَدِيّ وَيَتبَعهُم السُّرورُ والفَرَح وتَنهَزِمُ عَنهمُ الحَسرَةُ والتَّأَوُّه.

* يعقوب 5: 7-10

فاصبِروا أَيُّها الإِخوَةُ إِلى يَومِ مَجيءِ الرَّبّ. أُنظُروا إِلى الحارِثِ كَيفَ يَنتظِرُ غَلَّةَ الأَرضِ الثَّمينة فيَصبِرُ علَيها حتَّى يَجنِيَ باكورَها ومُتأَخِّرَها. فاصبِروا أَنتُم أيضًا وثَبِّتوا قُلوبَكم، فإِنَّ مَجيءَ الرَّبِّ قريب. لا يَتَذَمَّرَنَّ بَعضُكم على بَعْض، أَيُّها الإِخوَة، لِئَلا تُدانوا. هُوَذا الدَّيَّانُ واقِفٌ على الأَبواب. اقتَدوا أَيُّها الإِخوَةُ بِالأَنبِياءِ الَّذينَ تَكلَّموا بِاسمِ الرَّبِّ في ألَمِهم وصَبْرِهم. 

* متى 11: 2-11

وسَمِعَ يُوحَنَّا وهو في السِّجنِ بِأَعمالِ المسيح، فأَرسَلَ تَلاميذَه يَسأَلُه بِلِسانِهم: «أَأَنتَ الآتي، أَم آخَرَ نَنتَظِر؟» فأَجابَهم يسوع: «اِذهبوا فَأَخبِروا يُوحنَّا بِما تَسمَعونَ وتَرَون: العُميانُ يُبصِرون والعُرْجُ يَمشونَ مَشْيًا سَوِيًّا، البُرصُ يَبرَأُون والصُّمُّ يَسمَعون، المَوتى يَقومون والفُقراءُ يُبَشَّرون، وطوبى لِمَن لا أَكونُ لَه حَجَرَ عَثْرَة». فلَمَّا انصرَفوا، أَخذَ يسوعُ يقولُ لِلجُموعِ في شَأنِ يُوحنَّا: «ماذا خَرَجتُم إِلى البَرِّيَّةِ تَنظُرون؟ أَقَصَبةً تَهُزُّهاالرِّيح؟ بل ماذا خَرَجتُم تَرَون؟ أَرَجُلًا يَلبَسُ الثِّيابَ النَّاعِمَة؟ ها إِنَّ الَّذينَ يلبَسونَ الثِّيابَ النَّاعِمَةَ هُم في قُصورِ المُلوك. بل ماذا خَرَجتُم تَرَون؟ أَنَبِيًّا؟ أَقولُ لَكم: نَعَم، بل أَفضَلُ مِن نَبِيّ. فهذا الَّذي كُتِبَ في شَأنِه: «هاءَنَذا أُرسِلُ رَسولي قُدَّامَكَ لِيُعِدَّ الطَّريقَ أَمامَكَ». الحَقَّ أَقولُ لَكم: لم يَظهَرْ في أَولادِ النِّساءِ أَكبَرُ مِن يُوحَنَّا المَعمَدان، ولكنَّ الأَصغَرَ في مَلَكوتِ السَّمَواتِ أَكبرُ مِنه.

العظة

هل يمكن أن يكون لدينا مُرشد أفضل من يوحنا المعمدان لكي يُحضّرُنا لقدوم المخلّص؟ لكن، يبدو لنا في إنجيل اليوم بأنّ يوحنا نفسهُ كان محتارًا. هل يمكن أن يكون الشك قد ساور يوحنا حتى أنّه أرسل تلاميذهُ إلى يسوع يسألهُ بلسانهم: «أأنتَ الآتي، أم آخر ننتظر؟  متى (11: 3).

1. شَك يوحنا

كان يوحنا قابعًا بين جدران سجنه الأربعة، فقد كان الملك هيرودُس قد اعتقلهُ بسبب صراحته. لقد كان ينتظر بفارغ الصبر أن يقوم يسوع الذي اعتمد عن يدهِ في مياه الأردن، بالبدء في آخر الأمر برسالته المشيحانيّة.

صحيح أنّه جعلهُ محتارًا في أمرهِ في اللحظة التي عمّدَهُ فيها، فقد كان يوحنا قد أعلن سابقًا بأنّه سوف يأتي وفي يده الفأس التي سيقطع بها كلّ شجرة لا تُثمر ثمرًا طيّبًا ويُلقيها في النار. وها إنّ الآتي يقول أنّه لم يأتي ليقطع ويحرق، لكن ليشفي ويغفُر.

وبدلًا من أن يعتمد هو عن يدهِ، شاهدهُ يوحنا قادمًا نحوهُ ليقول له: «دعني الآن وما أُريد» (متى 3: 15)؛ لقد جئتُ لأعتمد عن يدِكَ، فتركهُ يوحنا يفعل ما يشاء، وعندئذٍ تجلّى الله في هذه الحركة المتواضعة. لكن متى سينتهي هذا «الآن»؟ متى سنرى مجد يهوه وبهاء الله، مثلما كان قد أعلن أشعيا؟ متى ستصبح الأراضي القاحلة مليئة بالفرح؟ (را أش 35: 1-6). متى سيأتي، قريبهُ، ليقابل هيرودُس ويحرّرهُ من هذا السجن البائس؟. 

 يوحنا في حيرة، كما نحن أيضًا وفي كثيرٍ من الأحيان. لأنّه من النادر أن يأتي المسيح بالطريقة التي قد نتصّورها لمجيء الربّ. يستمرّ إلهنا  في كونه «إله المفاجآت». فهو في ولادته، جعل شعبه في حيرة إذ لم يعطِهِ كعلامة للخلاص سوى طفلًا مولودًا، مُقمّطًا مُضجعًا في مزودٍ للبهائم. ثم بعد 30 سنة من الحياة الخفيّة في الناصرة، كابنٍ ليوسف النجار، جاء إلى يوحنا يطلب المعموديّة بدلًا من أن يأتي لكي يُعمّد  بالنار.

متى سيظهر أخيرًا هذا المخلّص الذي ننتظره؟ نحن أيضًا، على مثال يوحنا، لدينا الكثير من التساؤلات حول هويّة الربّ. كان يجب أن يأتي مثلما أعلن سابقًا النبيّ ملاخي، آخر أنبياء العهد القديم: «مَن الذي يحتمل يوم مجيئه؟إنّه مثل نار السبّاك وكمسحوقٍ منظفٍ للثياب» (ملا 3: 2).

2. جواب يسوع

يمكن للشكّ أن يكون طريقًا للنموّ بشرط أن يتمّ السؤال بتواضع. لذا فإنّ جواب يسوع لصديقه يوحنا القابع في السجن، وأيضًا لكلّ واحدٍ منّا اليوم في هذه الألفيّة الثالثة، لا يزال يُحيّرنا ويُنوّرنا.

في هذا العالم الذي يبحث عن السلطة والذي يهيمن عليه المال، يقول لنا المُخلّص: ليس هناك أيّة علامة على مجيء الله سوى واقع أن يتوصّل الفقير لأن يتنفُّس ويشعر أنّ له مكانته في مجتمعنا.

يستعيد يسوع في جوابه ليوحنا نبوءة النبيّ أشعيا (35: 5-6): «حينئذٍ تنفتح عيون العميان وأذان الصُم تنفتححينئذٍ يقفز الأعرج كالأيّل ويهتف لسان الأبكم بفرح».

ألا يقول البابا فرنسيس،«أسقف روما»، الكلام ذاته من خلال ذهابه إلى لامبيدوسا لمساعدة الأفارقة الناجين من الغرق، وفي معانقته للطفل المُعاق، وفي زيارته للفقراء في الأحياء الفقيرة في ريو دي جانيرو أو إلى السجناء في روما أو في محاربته للفساد، حتى في داخل الفاتيكان؟ «إنّه الميلاد، في كلّ يوم نمسح فيه دمعة من عيون طفل».

 3. «طوبى لمَن لا أكون له حجر عثرة» (متى 11: 6).  

نعم يا يوحنا، أعلم جيّدًا أنّ أسلوبي في العمل يُحيّرُكَ وأنّكَ افتكرتَ بمسيحٍ آخر مختلف. دعني أعمل ما أُريد! لا تكُن مصدومًا بإله يُعرّض نفسه للخطر مع المحرومين، والمنبوذين من المجتمع.

يسوع لا يستنكر «شك» وارتباك يوحنا. بل بالعكس، فهو يقول لاحقًا في إنجيل اليوم في شأن يوحنا، بأنّه نبيّ «وبأنّه لم يظهر في أولاد النساء أعظم من يوحنا» (متى 11: 11). وذلك يؤكد ما قُلناهُ في بداية هذه العظة، بأنه لا يمكننا أن نجِد لأنفسنا مُرشدًا روحيًا  يُحضّرنا لمجيء المسيح أفضل من يوحنا المعمدان. لأن يوحنا رجُل متواضع: إنه صوت الكلمة (يو 1: 23)، شاهدٌ للنور (يو 1: 8) وصديق العريس (يو 1: 8). كل شيء فيه كان إصغاء لكلام الله ليكون صوتًا للكلمة؛ كل شيء فيه كان تأملًا بنور العالم ليكون له الشاهد الأمين، كل شيء فيه كان محبةً كاملة للعريس، لكي يكبر، في حين أن يوحنا كان يختفي.

إذا استطعنا أن نُصغي إلى الكلمة على مثال يوحنا، أن نتأمّل بالنور مثله ونحب العريس حتى تقديم حياتنا له، فإنّ مجيء الله سيتحقق «وتنتهي الآلام والتأوهات» (أش 35: 10)؛ ونعرف أنه هو الذي ينبغي أن يأتي، اللهمعشعبه، عمانوئيل.

الأب هانس بوتمان اليسوعيّ

نقلتها إلى العربية نُهاد فرح

عظات ذات صلة

أحد العائلة المقدّسة

أحد العائلة المقدّسة

يُسمّى اليوم الثاني للميلاد في الطقس الشرقيّ بعيد “تهنئة العذراء مريم بالطفل يسوع”، وتُقدّم فيه التهاني للأم العذراء. وفي الطقس اللاتينيّ يُكرّس يوم الأحد الّذي يلي الميلاد “للعائلة المقدّسة”، ويضُمّ العيد مريم، ويوسف، والطفل يسوع، تُتلى فيه صلوات خاصّة من أجل الحياة في عائلاتنا والتفاهم والتناغم بين الزوجين، وبين الأهل والأولاد.

قراءة المزيد
« رأت عينايَ خلاصَك »

« رأت عينايَ خلاصَك »

ماذا رأى سمعان الشيخ ليقول هذه الكلمات: رأت عينايَ خلاصَك؟ لقد كان سمعان رجل صلاة، وفي عمق قلبه أوحى إليه الروح القدس أنّه لن يرى الموت قبل أن يعاين مسيح الربّ (لو2: 26).

قراءة المزيد
إيمان مريم يفتحها نحو الآخر

إيمان مريم يفتحها نحو الآخر

وكيف يظهر الإيمان في حياة مريم ؟ تلقي بذاتها على كلمة الله، لا تنظر إلى نفسها بل تنطلق في طرق الحياة بسرعة وهمّة وعزم، لا يوقفها صعوبة درب ولا يثنيها عناء المسيرة. هي على الله تتكّل، تنتظر من عنايته الرحمة والنور.

قراءة المزيد
الله معنا

الله معنا

أخبار ذات صلةالقراءات الكتابيّة * أشعيا 7: 10-14 في تلك الأَيّام: كَلَّمَ الرَّبُّ آحازَ قائِلاً: «سَلْ لِنَفسِكَ آيةً مِن عِندِ الرَّبِّ إِلهِكَ، سَلْها إِمَّا في العُمْقِ وإِمَّا في العَلاءَ مِن فَوقُ» فقالَ آحاز: «لا أَسأَلُ ولا أُجَرِّبُ الرَّبّ». قالَ (أَشَعْيا):...

قراءة المزيد
« ها أنا أمَتُكَ »

« ها أنا أمَتُكَ »

لقد غيّرت «نَعَم» مريم وجه العالم. ففي اللحظة التي قالت فيها هذه الصبيّة من الناصرة في الجليل: «هاءَنذا»، أصبح الله جزءًا من تاريخ الإنسان، لا كخالقه الكليّ القدرة والبعيد عنه، ولا حتى كهذا الله الذي يسيرُ مع شعبهِ عبرَ تاريخه الطويل، ولكن الله الذي يبحث عن الاتحاد بمحبوبهِ، كمثلِ شابٍّ يسعى للزواج من بكرٍ؛ وفي مريم تزوّج البشريّة. 

قراءة المزيد
فرح العطاء فرح الاستقبال

فرح العطاء فرح الاستقبال

قد نتساءل للوهلة الأولى ما هي العلاقة بين هذه القراءات الثلاث الّتي سمعناها وبشكلٍ خاصّ الأولى والثانية الّتي تحدّثنا عن الفرح، وبين نص الإنجيل حيث يدعو يوحنا المعمدان مستمعيه إلى تغيير تصرّفاتهم ومواقفهم تجاه الآخرين.

قراءة المزيد
أيّ تعزية في انتظارنا؟

أيّ تعزية في انتظارنا؟

أيّ تعزية في انتظارنا؟ فلا عزاء لذلك الّذي يقف على الدور منتظرًا ربطة خبز ليُقيت عائلته، أو ذاك الّذي يداحم الجموع للحصول على اسطوانة غاز يواجه بها البرد القارس الّذي ينخر في عظام عائلته. تبدو وتيرة الأمور في بلادنا على أنّها أسيرة الانتظار، انتظار مجهول المدّة، انتظار يصوّر حالتنا أنّها جامدة، جمود مياه الأمطار الّتي استسلمت لبرودة المناخ.

قراءة المزيد
Share This