البابا: لن تكون هناك حدود بعيدة عن متناولكم إذا سرتم مع المسيح!
“انقلوا فرح الإنجيل بتواضع وقناعة. ابقوا متأمّلين في العمل، متجذّرين في العلاقة اليوميّة الحميمة مع المسيح، لأنّهم وحدهم القريبين منه يمكنهم أن يقودوا الآخرين إليه” هذا ما قاله قداسة البابا لاوُن الرابع عشر في كلمته إلى المشاركين في الاجتماع الثالث للرؤساء الإقليميّين في الرهبانيّة اليسوعيّة.
الرهبانيّة اليسوعيّة تؤكّد مجدّدًا على رسالتها في المصالحة والعدالة
بعد عشرة أيّام من الصلاة والتأمّل والحوار الصادق، اختتم الاجتماع الثالث لكبار الرؤساء للرهبانيّة اليسوعيّة في روما. وقد شمل الاجتماع قادة اليسوعيّين (الرؤساء الإقليميّين وغيرهم) من جميع أنحاء العالم، وكان فرصة للتفكير العميق في حياة ورسالة الرهبانيّة اليوم، ودعوة متجدّدة للسير معًا في خدمة الإيمان وتعزيز العدالة.
Note du consulteur septembre 2025
La consulte a eu lieu à Jamhour les 19 et 20 septembre. Elle s’est bien occupée de la situation de la formation dans la province.
تخدم رسالة التعليم المسيحيّ في حمص – سوريا ما يزيد عن 1700 شخص، من أطفالٍ وشبابٍ ونساء. بعد سقوط نظام الأسد، وما تبع ذلك من خوفٍ عميقٍ انتاب المسيحيّين أمام المجهول والتغيّر والفوضى الأمنيّة، واجهت رسالتنا، كغيرها، العديد من التحديات خلال السنة الماضية. ومع ذلك، عشنا خلالها الكثير من علامات الرجاء التي أنعشت قلوبنا وثبّتت خطانا في الخدمة.
حاولنا أولًا، مع المربّين والشبيبة، أن نقرأ ما نعيشه على ضوء كلمة الله. فعدنا إلى تلك العبارة التي تتردّد كنبضٍ ثابتٍ في جميع أسفار الكتاب المقدّس: “لا تخف، أنا معك“. أعطتنا هذه القراءة سلامًا ورجاءً لعيش هذه الظروف بشكل مختلف.
أمام أحد أصعب الأسئلة التي كانت تتردّد على مسامعنا كلّ أسبوع، بسبب الحوادث الأمنيّة المتكرّرة: “فيه تعليم هالأسبوع أو لا؟”. كان الجواب دائمًا محيّرًا؛ فإن قلنا “نعم”، شعرنا بثقل المسؤولية أمام خطرٍ حقيقيّ، وإن قلنا “لا”، خشينا أن نغذّي الخوف والإحباط في قلوب الأولاد والأهالي. ومع كلّ ذلك، استطعنا – بنعمة الله – أن نواصل الرسالة في معظم الأحيان، ولم نضطر لإلغاء سوى القليل من اللقاءات. وعندما حدث ذلك، كنا نفتح أبواب أديرتنا أمام الجميع، لتبقى واحة لقاءٍ وأمان. وكثيرًا ما نسمع من الشبيبة كلمات: “الدير هو بيتنا، ملجؤنا، وواحة الأمان لنا.”
انطلاقًا من هذا الإيمان، واصلنا أنشطتنا رغم الظروف القاسية، فاحتفلنا بعيد الميلاد بفرح بسيط، وأسّسنا أخويّة لتكوين المُربِّين سنة كاملة، وأقمنا برامج تكوينية للمربّين القدامى، ونظّمنا رحلة للمُربِّين إلى دمشق، وأقمنا الرياضات الروحيّة، بمشاركة معظم اليسوعيّين في سوريا، في مركز الأرض قرب حمص، فكانت مساحة للصلاة والتأمّل تعيد إلينا السلام وسط الاضطراب.
أعطانا الله نعمة أن نختم سنتنا بوقفتين مميّزتين، اختبرنا فيهما حضوره بشكلٍ قويّ، فازددنا إيمانًا ورجاءً: المناولة الاحتفاليّة للصف الرابع والمخيّمات الصيفيّة.
في الاحتفال بالمناولة الاحتفاليّة، التي احتفل فيها 45 طفلًا من الصف الرابع مع أهاليهم، إلى جانب رعيّة دير المخلّص التي بلغ عدد المشاركين فيها نحو 500 شخص. ولضيق الكنيسة عن استيعاب هذا الجمع الكبير، أُقيم الاحتفال في ملعب كرة القدم .
وبينما كان الأطفال يرتّلون ببراءة قلوبهم: «إِنِّي ولَو سِرتُ في وادي الظُّلُمات، لا أَخافُ سُوءًا لأَنَّكَ مَعي» (مز 23: 4)، دوّى بالقرب منّا صوت رصاصٍ قويّ، فعمّ المكان لحظات خوفٍ، لكننا واصلنا الصلاة بثقةٍ، مؤمنين أن الربّ حاضرٌ بيننا، وأنه وحده سلامنا وأماننا الحقيقيّ.
أمّا المخيّمات الصيفيّة، فكانت مغامرةً من نوعٍ آخر. فقد تردّد العديد من الأهالي في السماح لأبنائهم بالمشاركة، خوفًا من مغادرتهم مدينة حمص في ظلّ انعدام الشعور بالأمان، بينما كان الأولاد ينتظرون هذه المخيّمات بفارغ الصبر، إذ تُشكّل للبعض منهم الفسحة الوحيدة خلال عطلتهم الصيفيّة.
لذلك اخترنا إقامة معظم مخيّماتنا في مركز الأرض لقربه من حمص وسهولة الوصول إليه، وبعد طمأنة الأهالي، وافق معظمهم أخيرًا. وهكذا تمكّنا من تنظيم أكثر من 17 مخيّمًا للأطفال والشباب والسيّدات. كانت تلك الأيام فرصةً حقيقيّة لكسر حاجز الخوف، وعلامةً حيّة للرجاء وحضور الله الدائم معنا في كلّ خطوة.ختامًا، تبقى رسالة التعليم المسيحيّ في حمص محاولةً دؤوبةً للحفاظ على شعلة الرجاء متقدة، وتنشئة أجيالٍ تحمل هذه الشعلة وتواصل المسير بثباتٍ وإيمان، رغم قسوة الظروف التي تمرّ بها البلاد. فهي رسالة حياةٍ في قلب الصعوبات، تنبع من الثقة بأنّ الله لا يترك أبناءه، وأن الرجاء لا يُخَيِّب صاحبه.
الأب إميل جبرائيل اليسوعيّ
أخبار ذات صلة
البابا: لن تكون هناك حدود بعيدة عن متناولكم إذا سرتم مع المسيح!
“انقلوا فرح الإنجيل بتواضع وقناعة. ابقوا متأمّلين في العمل، متجذّرين في العلاقة اليوميّة الحميمة مع المسيح، لأنّهم وحدهم القريبين منه يمكنهم أن يقودوا الآخرين إليه” هذا ما قاله قداسة البابا لاوُن الرابع عشر في كلمته إلى المشاركين في الاجتماع الثالث للرؤساء الإقليميّين في الرهبانيّة اليسوعيّة.
الرهبانيّة اليسوعيّة تؤكّد مجدّدًا على رسالتها في المصالحة والعدالة
بعد عشرة أيّام من الصلاة والتأمّل والحوار الصادق، اختتم الاجتماع الثالث لكبار الرؤساء للرهبانيّة اليسوعيّة في روما. وقد شمل الاجتماع قادة اليسوعيّين (الرؤساء الإقليميّين وغيرهم) من جميع أنحاء العالم، وكان فرصة للتفكير العميق في حياة ورسالة الرهبانيّة اليوم، ودعوة متجدّدة للسير معًا في خدمة الإيمان وتعزيز العدالة.
Note du consulteur septembre 2025
La consulte a eu lieu à Jamhour les 19 et 20 septembre. Elle s’est bien occupée de la situation de la formation dans la province.
مركز الجزويت الثقافي بالإسكندرية… موسم جديد من اللقاء والرجاء
يطلّ مركز الجزويت الثقافي بالإسكندرية على موسم جديد يواصل فيه رسالته الفنيّة والثقافيّة في خدمة الإنسان والمجتمع. بعد صيفٍ من التأمل والاستعداد، تعود الحياة إلى أروقته وفضاءاته المفتوحة بروحٍ منفتحة على الجمال والمعرفة، حاملةً تنوّعًا في الأنشطة يعبّر عن غنى الرؤية التي تجمع بين الإيمان والثقافة، بين الفنّ والفكر، وبين الإنسان والعالم.
Cinéma de la Rencontre
Il y a quelques mois à Alger, en collaboration entre le centre spirituel Ben Smen et le Centre Culturel Universitaire, une activité simple a vu le jour : la projection d’un film soigneusement sélectionné, suivie d’un échange entre les différents participants autour d’un thé.
الرسالة التربويّة-الإنسانيّة للآباء اليسوعيّين في المنيا
الآباء اسم ميدان يقع بالقرب من نهر النيل، وهو مكان مشهور جدًا في قلب محافظة المنيا. سُمِّي هذا الميدان بهذا الاسم نسبةً إلى الآباء اليسوعيين، الذين أتوا إلى بلدنا مصر حاملين رسالة إنسانية وروحية عميقة. الميدان هو المكان الذي يوجد فيه الدير والمدرسة والجمعية والمركز الثقافي، بتنوّع خدماتهم الروحية والإنسانية والتربوية والتعليمية والتكوينية والثقافية، التي تُقدَّم لكل أطياف المجتمع.
