“الرَّجاءَ لا يُخَيِّبُ صاحِبَه” رو 5: 5، التعليم المسيحيّ في حمص وعلامات الرجاء
تخدم رسالة التعليم المسيحيّ في حمص – سوريا ما يزيد عن 1700 شخص، من أطفالٍ وشبابٍ ونساء. بعد سقوط نظام الأسد، وما تبع ذلك من خوفٍ عميقٍ انتاب المسيحيّين أمام المجهول والتغيّر والفوضى الأمنيّة، واجهت رسالتنا، كغيرها، العديد من التحديات خلال السنة الماضية. ومع ذلك، عشنا خلالها الكثير من علامات الرجاء التي أنعشت قلوبنا وثبّتت خطانا في الخدمة.
البابا: لن تكون هناك حدود بعيدة عن متناولكم إذا سرتم مع المسيح!
“انقلوا فرح الإنجيل بتواضع وقناعة. ابقوا متأمّلين في العمل، متجذّرين في العلاقة اليوميّة الحميمة مع المسيح، لأنّهم وحدهم القريبين منه يمكنهم أن يقودوا الآخرين إليه” هذا ما قاله قداسة البابا لاوُن الرابع عشر في كلمته إلى المشاركين في الاجتماع الثالث للرؤساء الإقليميّين في الرهبانيّة اليسوعيّة.
الرهبانيّة اليسوعيّة تؤكّد مجدّدًا على رسالتها في المصالحة والعدالة
بعد عشرة أيّام من الصلاة والتأمّل والحوار الصادق، اختتم الاجتماع الثالث لكبار الرؤساء للرهبانيّة اليسوعيّة في روما. وقد شمل الاجتماع قادة اليسوعيّين (الرؤساء الإقليميّين وغيرهم) من جميع أنحاء العالم، وكان فرصة للتفكير العميق في حياة ورسالة الرهبانيّة اليوم، ودعوة متجدّدة للسير معًا في خدمة الإيمان وتعزيز العدالة.
قام الملتقى الثقافي اليسوعيّ في حمص، بالتعاون مع منتدى مساحة الدعوة إلى لقاء حواريّ مع الآباء اليسوعيّين في حمص: مراد أبو سيف، طوني حمصي، إميل جبرائيل بشأن بيان الرهبانيّة اليسوعيّة في سوريا “وطننا يتعافى”، وذلك في مركز المخلّص – العدويّة يوم الاثنين ٢٤ شباط ٢٠٢٥. وقد حضر هذه الندوة كثيرون من شركاء اليسوعيّين في الرسالة والصلاة، وكذلك بعض من نشطاء المجتمع، الباحثين عن مساحات مشتركة في وطن هو بأمسّ الحاجة إلى الحوار.
أدار الحوار الإعلاميّة رندلى سلامة، وقد قسّمت الجلسة إلى جزءين، في الأوّل طرحت سلامة تساؤلات تعكس محتوى البيان “وطننا يتعافى”، وفي الثاني أصغى اليسوعيّون إلى تساؤلات الحضور، التي سعت إلى توضيح بعض الأمور، والغوص بشكل أعمق في تفاصيل البيان وكلماته الدقيقة.
شارك الأب مراد أبو سيف في مداخلاته عن مفهوم إعادة القراءة الروحيّة-الإغناطيّة، وكيف طبّقها اليسوعيّون في ال١٤ عامًا المنصرمة، فقد نوّه إلى أنّ سوريا في مرحلة تعافي ستطول، وأنّ التحرّر من الخوف هو أصعب من التحرر السلطويّ الديكتاتوريّ. ولعلّ الخطأ الأكبر الذي اقترفه الشعب السوريّ هو الصمت، وغضّ الطرف عن التعدّيات التي قامت بها جميع الأطراف، وهذا لا ينأى بأحد عن الاعتراف بأخطائه ولو كان ذلك بطريقة غير مباشرة، فمسألة البحث عن الخير الأفضل، مسألة شائكة، وقد تعرّض الضعف البشريّ إلى كثير من الأخطاء.
من ناحية أُخرى، وضّح الأب أبو سيف أنّ ديناميكيّة إعادة القراءة تقودنا أيضًا إلى موقف الشكر، إذ قامت الرهبانية اليسوعيّة والمسيحيّون عمومًا بمدّ جسور التواصل، خصوصًا عن طريق المساعدات الإنسانيّة والاجتماعيّة والمرافقة الروحيّة.
أمّا الأب طوني حمصي فقد تحدّث في مداخلته عن خصوصيّة مميّز لكلّ مكوّن دينيّ في المجتمع، وكيف يمكن أن يتخلّص المسيحيّين من داء التكبّر والتقوقع، وانطلاق نحو الآخر بغناه الدينيّة والثقافيّ والاجتماعيّ. وقد عرّج الأب طوني على صورة “بابل” في الكتاب المقدّس، وكيف أنّها من أوّل الخطايا “الاجتماعيّة” في رغبة من تقوقع، وأحاديّة سلبيّة، ضدّ التنوّع واحترامه. في حين يأتي حدث العنصرة كنموذج لرسالة الكنيسة التي تبادر وتفتح قلبها وأبوابها نحو الآخر، وتتفاعل معه ثقافيًّا (تتثاقف).
وهنا يبرز دور دير الآباء اليسوعيّين في حمص، مع شركائه في منتدى مساحة والملتقى الثقافيّ اليسوعيّ في عقد جلسات الحوار الغنيّة والجريئة بين مكوّنات المجتمع الحمصيّ على الرغم من صعوبات وحساسيّات وموروثات خلّفتها الحرب الأهليّة، التي تتطلّب احترام الزمن والرغبة الشخصيّة لدى الجميع. كذلك، نوّه إلى دور الضيافة (كونها فضيلة إنجيليّة) كنداء متجدّد من كاتب الرسالة إلى العبرانيّين إلى كلّ الكنائس كي تكون “الملتقايات” وتعكس كرم العطاء، وفرح الأخوّة… وهذا ما نسمع صداه في بيان الرهبانيّة، الذي يشدّد فيه على شجاعة مواقف، والتضحية.
كذلك، شارك الأب إميل جبرائيل، الوافد الجديد على سوريا، خبرته مع الشعب السوريّ في الستّة شهور المنصرمة، وكيف قادت زيارته القصيرة منذ ١١ عامًا إلى دمشق دراسته اللاهوتية في الغفران والعلاقة مع الله وقت الألم. وقد أضاء الأب إميل على كرم الشعب السوريّ كونه طبع أصيل ومتجذّر فيهم. من ناحية أخرى، أشار إلى حقيقة أنّ الشعب السوريّ اليوم متألّم وخائف، لكنّه صامد وقادر على الاستمرار، وكيف يمكن أن يقود هذا الألم إلى بناء بلد على أسس المحبّة والرحمة، فالصعوبات والقلق ممكن أن يوجدوا شخصًا عنيفًا، وممكن أن يخلقوا شخصًا رحومًا يرفض العنف. وتمنّى أن يختار الشعب السوريّ أن يكون من فئة الرحومين، وهذا هو دور المرافقة الروحيّة التي تسير مع المُرَافق وتحذّره وتوجّه خطاه.
كما أكّد أنّ صون الحقّ يبدأ بالحبّ من دون شروط، والحبّ يبدأ ويتأصّل عندما يكون هناك إيمان، كما ورد في البيان “أنّنا نؤمن أنّ الإنسان بجوهره صالح وحرّ” كصورة الله ومثاله ،لأنّ حبّي للإنسان هو حبّي لله، وعلينا أن ندافع عن صورة الله في الإنسان، وأن نستعدّ للألم من اجل من نُحبّ، وننبذ كلّ أساليب العنف لأنه ضدّ الحقّ.
جيانا عبد النور – الملتقى الثقافيّ اليسوعيّ
أخبار ذات صلة
“الرَّجاءَ لا يُخَيِّبُ صاحِبَه” رو 5: 5، التعليم المسيحيّ في حمص وعلامات الرجاء
تخدم رسالة التعليم المسيحيّ في حمص – سوريا ما يزيد عن 1700 شخص، من أطفالٍ وشبابٍ ونساء. بعد سقوط نظام الأسد، وما تبع ذلك من خوفٍ عميقٍ انتاب المسيحيّين أمام المجهول والتغيّر والفوضى الأمنيّة، واجهت رسالتنا، كغيرها، العديد من التحديات خلال السنة الماضية. ومع ذلك، عشنا خلالها الكثير من علامات الرجاء التي أنعشت قلوبنا وثبّتت خطانا في الخدمة.
البابا: لن تكون هناك حدود بعيدة عن متناولكم إذا سرتم مع المسيح!
“انقلوا فرح الإنجيل بتواضع وقناعة. ابقوا متأمّلين في العمل، متجذّرين في العلاقة اليوميّة الحميمة مع المسيح، لأنّهم وحدهم القريبين منه يمكنهم أن يقودوا الآخرين إليه” هذا ما قاله قداسة البابا لاوُن الرابع عشر في كلمته إلى المشاركين في الاجتماع الثالث للرؤساء الإقليميّين في الرهبانيّة اليسوعيّة.
الرهبانيّة اليسوعيّة تؤكّد مجدّدًا على رسالتها في المصالحة والعدالة
بعد عشرة أيّام من الصلاة والتأمّل والحوار الصادق، اختتم الاجتماع الثالث لكبار الرؤساء للرهبانيّة اليسوعيّة في روما. وقد شمل الاجتماع قادة اليسوعيّين (الرؤساء الإقليميّين وغيرهم) من جميع أنحاء العالم، وكان فرصة للتفكير العميق في حياة ورسالة الرهبانيّة اليوم، ودعوة متجدّدة للسير معًا في خدمة الإيمان وتعزيز العدالة.
Note du consulteur septembre 2025
La consulte a eu lieu à Jamhour les 19 et 20 septembre. Elle s’est bien occupée de la situation de la formation dans la province.
مركز الجزويت الثقافي بالإسكندرية… موسم جديد من اللقاء والرجاء
يطلّ مركز الجزويت الثقافي بالإسكندرية على موسم جديد يواصل فيه رسالته الفنيّة والثقافيّة في خدمة الإنسان والمجتمع. بعد صيفٍ من التأمل والاستعداد، تعود الحياة إلى أروقته وفضاءاته المفتوحة بروحٍ منفتحة على الجمال والمعرفة، حاملةً تنوّعًا في الأنشطة يعبّر عن غنى الرؤية التي تجمع بين الإيمان والثقافة، بين الفنّ والفكر، وبين الإنسان والعالم.
Cinéma de la Rencontre
Il y a quelques mois à Alger, en collaboration entre le centre spirituel Ben Smen et le Centre Culturel Universitaire, une activité simple a vu le jour : la projection d’un film soigneusement sélectionné, suivie d’un échange entre les différents participants autour d’un thé.
