“الرَّجاءَ لا يُخَيِّبُ صاحِبَه” رو 5: 5، التعليم المسيحيّ في حمص وعلامات الرجاء
تخدم رسالة التعليم المسيحيّ في حمص – سوريا ما يزيد عن 1700 شخص، من أطفالٍ وشبابٍ ونساء. بعد سقوط نظام الأسد، وما تبع ذلك من خوفٍ عميقٍ انتاب المسيحيّين أمام المجهول والتغيّر والفوضى الأمنيّة، واجهت رسالتنا، كغيرها، العديد من التحديات خلال السنة الماضية. ومع ذلك، عشنا خلالها الكثير من علامات الرجاء التي أنعشت قلوبنا وثبّتت خطانا في الخدمة.
البابا: لن تكون هناك حدود بعيدة عن متناولكم إذا سرتم مع المسيح!
“انقلوا فرح الإنجيل بتواضع وقناعة. ابقوا متأمّلين في العمل، متجذّرين في العلاقة اليوميّة الحميمة مع المسيح، لأنّهم وحدهم القريبين منه يمكنهم أن يقودوا الآخرين إليه” هذا ما قاله قداسة البابا لاوُن الرابع عشر في كلمته إلى المشاركين في الاجتماع الثالث للرؤساء الإقليميّين في الرهبانيّة اليسوعيّة.
الرهبانيّة اليسوعيّة تؤكّد مجدّدًا على رسالتها في المصالحة والعدالة
بعد عشرة أيّام من الصلاة والتأمّل والحوار الصادق، اختتم الاجتماع الثالث لكبار الرؤساء للرهبانيّة اليسوعيّة في روما. وقد شمل الاجتماع قادة اليسوعيّين (الرؤساء الإقليميّين وغيرهم) من جميع أنحاء العالم، وكان فرصة للتفكير العميق في حياة ورسالة الرهبانيّة اليوم، ودعوة متجدّدة للسير معًا في خدمة الإيمان وتعزيز العدالة.
انعقد الاجتماع السنويّ المخصّص للعاملين في مجال التواصل في الأقاليم الأوروبيّة (الّتي تضمّ إليها إقليم الشرق الأدنى والمغرب العربيّ عادةً) في الفترة ما بين ٩-١٢ أيّار (مايو)، في لشبونة العاصمة البرتغاليّة، الّتي عرف ميناؤها أولى رحلات اكتشاف العالم الجديد، وكذلك طليعة الإرسالات التبشيريّة. وقد شهد هذا اللقاء نكهة خاصّة، لا لأنّه جاء بعد انقطاع دام ثلاث سنوات بسبب جائحة كورونا وعوائق السفر وحسب، بل لأنّ موضوع التواصل الإنسانيّ هو “خبزنا اليوميّ” وكان من المثمر أن نلتقي سويًّا “حضوريًّا” لنفكّر معًا في رسالتنا، ونواجه تحدّيات الثقافة الرقميّة ونسبر إمكاناتها، بكفاءة وروح الخدمة.
كان ذلك اللقاء الأوّل لي منذ اجتماع ٢٠١٣ في بولندا، وقد عرف الفريق تغييرًا شبه جذريّ في الأشخاص، وأستطيع القول إنّ الحضور العلمانيّ أصبح غالبًا اليوم، وهذه إحدى العلامات السليمة الدالة على الشراكة في رسالة الكنيسة اليوم. كما عكس هذا الاجتماع تنوّعًا أكبر في الأقاليم أو البلدان المشاركة ممّا مضى، إذ حضر ممثّلون عن فرنسا، وبلجيكا، وإنجلترا، وهولّندا، وإسبانيا، وإيطاليا، ومالطا، وألبانيا، ورومانيا، وكرواتيا، وسلوفينيا، والنمسا، وألمانيا، وليتوانيا، ولاتفيا، وسويسرا، والمجر، وبلدان الشرق الأدنى والمغرب العربيّ الّتي مثّلتُها، كذلك البرتغال البلد المستضيف، وممثّلون عن مكتب التواصل للرئاسة العامّة للرهبانيّة اليسوعيّة في روما.
ظهر شعار “الأقل هو الأكثر” في تفاصيل مشاوراتنا، فهو حاضرٌ حتّى في مجال الاتّصال، ولعلّ ثمّة حكمة إغناطيّة للعمل على هذا النحو، في التركيز على تذوّق الأمور لا الكمّ… فلسنا بعد نبحث عن كثرة المعلومات على الإنترنت، بل عن المحتوى القيّم ومشاركته، ليكون أداة للتأمّل في واقع حياتنا المتسارعة، والتماس وجود الله فيها… أي الشهادة لحضوره. إنّ هذه الرؤية المتجدّدة وحدها فقط، يمكن أن تجرؤ على أن تؤسّس على شبكة الإنترنت “كنيسة من أجل الآخر”، تتنقّل بين خوارزميّات اللغات البرمجيّة، ووسائل التواصل الاجتماعيّ، وتخترق بلطف المجتمعات المنغلقة الّتي تُصنّف أو تُصنِّف ذاتها بحسب سياسة اللون الواحد. بالطبع من دون المخاطرة بفقدان الأصالة، والهوّية، وروح الخدمة.
بالتأكيد، لا يمكن أن ننسى البُعد التقنيّ الّذي يعرفه العالم الرقميّ اليوم، ففي هذا العالم شبه المجّانيّ، يجب أن نعرف كيف نقرأ الأرقام والإحصاءات بعمق، وكيف نلج حياة الشخص وشغفه وتساؤلاته العميقة، باحترامٍ وورعٍ. إنّ الحضور اليسوعيّ اليوم في هذا العالم الرقميّ من أجل أولئك الذين يركبون الموجات الجديدة نحو عوالم أوسع، يجب أن يستجيب بصبر وحبّ، برصانة وإبداع وكرم، لنكون مرافقين لرحلتهم نحو اكتشافات جديدة، ونساعدهم على طرح التساؤلات الأصيلة، لا الإجابات الجاهزة، وبالتالي خلق مساحات لقاء أعمق.
ضمّ المؤتمر بالإضافة إلى أوقات الصلاة والمحادثات، ثلاث جلسات معمّقة، جاءت كالتالي: “تحدّيات الثقافة الرقميّة” للأب أنطونيو سبادارو اليسوعيّ، أحد مستشاري البابا فرنسيس لأمور التواصل، الّذي أكّد أنّ الإنترنت ليس عالمًا افتراضيًّا، ولكنّه بيئة وحيّز لخبرات حقيقيّة، مشيرًا إلى الأهمّيّة الروحيّة الّتي تكتنزها التكنولوجيا الرقميّة اليوم، والّتي تفرض تحدّيات/ مثل: الانتقال من الإجابة إلى التساؤل، ومن المحتوى إلى الشخص، ومن نقل المعلومة إلى المشاركة، ومن بيئات مغلقة ترشّحها محركات البحث إلى التنوّع… كلّ ذلك ضمن اختبارٍ عميق شخصيّ ومتفاعل مع الآخر.
كما تحدّث البروفيسور فرناندو إلاركو، بروفيسور في كلّيّة العلوم الإنسانيّة في الجامعة الكاثوليكيّة في لشبونة، عن “الثقافة الرقميّة كحاسّة جديدة عند الشبيبة”، فسلط الضوء على التوتّر القائم بين الصورة والنصّ، وتفاعلهما في الفضاء الرقميّ ضمن تأثير الوسائط الجديدة. أخيرًا، قدّمت ريتّا فيفيريو، خبيرة التسويق الرقميّ، بيانات محدّثة عن وسائل التواصل الاجتماعيّ الرئيسيّة، ونصائح عن العمل الجماعيّ النشِط في الفضاءات الراعويّة والإنسانيّة والروحيّة، وكيفيّة التركيز على المستخدمين من أجل تواصل أنسب.
وفي سياق موازٍ قدّم الأب جون دارديس اليسوعيّ، مدير مكتب التواصل في الرئاسة العامّة، مشروع شبكة عالميّة مخصّصة للشبيبة، تعمل كأداة في خدمة إحدى الأولويّات الرسوليّة العامّة الّتي صاغها الأب أرتورو سوسا اليسوعيّ، والّتي تدعو إلى السير جنبًا إلى جنب مع الشبيبة، حتّى في هذا الفضاء الرقميّ المزدحم. كما تمّ تخصيص مساحة أيضًا لاكتشاف أحد أبعاد رسالة اليسوعيّين في البرتغال، ومنها مركز بروتيريا الثقافيّ، الّذي يعزّز ثقافة اللقاء والتواصل ضمن معارض وندوات وورش عمل بأبوابه المفتوحة للجميع في قلب العاصمة لشبونة. كذلك، تمّ تخصيص اليوم الختاميّ للقاء مع فريق ماجيس ٢٠٢٣، وهو الاجتماع العالميّ لشبيبة العائلة الإغناطيّة الذين تتراوح أعمارهم بين ١٨-٣٠ عامًا، والمقرر عقده في ٢٢-٣١ من شهر تمّوز (يوليو) في لشبونة العام ٢٠٢٣، في الفترة التي ستسبق أيّام الشبيبة العالميّة مع البابا فرنسيس في فاطيما – البرتغال.
بقلم طوني حمصي اليسوعيّ
“الرَّجاءَ لا يُخَيِّبُ صاحِبَه” رو 5: 5، التعليم المسيحيّ في حمص وعلامات الرجاء
تخدم رسالة التعليم المسيحيّ في حمص – سوريا ما يزيد عن 1700 شخص، من أطفالٍ وشبابٍ ونساء. بعد سقوط نظام الأسد، وما تبع ذلك من خوفٍ عميقٍ انتاب المسيحيّين أمام المجهول والتغيّر والفوضى الأمنيّة، واجهت رسالتنا، كغيرها، العديد من التحديات خلال السنة الماضية. ومع ذلك، عشنا خلالها الكثير من علامات الرجاء التي أنعشت قلوبنا وثبّتت خطانا في الخدمة.
البابا: لن تكون هناك حدود بعيدة عن متناولكم إذا سرتم مع المسيح!
“انقلوا فرح الإنجيل بتواضع وقناعة. ابقوا متأمّلين في العمل، متجذّرين في العلاقة اليوميّة الحميمة مع المسيح، لأنّهم وحدهم القريبين منه يمكنهم أن يقودوا الآخرين إليه” هذا ما قاله قداسة البابا لاوُن الرابع عشر في كلمته إلى المشاركين في الاجتماع الثالث للرؤساء الإقليميّين في الرهبانيّة اليسوعيّة.
الرهبانيّة اليسوعيّة تؤكّد مجدّدًا على رسالتها في المصالحة والعدالة
بعد عشرة أيّام من الصلاة والتأمّل والحوار الصادق، اختتم الاجتماع الثالث لكبار الرؤساء للرهبانيّة اليسوعيّة في روما. وقد شمل الاجتماع قادة اليسوعيّين (الرؤساء الإقليميّين وغيرهم) من جميع أنحاء العالم، وكان فرصة للتفكير العميق في حياة ورسالة الرهبانيّة اليوم، ودعوة متجدّدة للسير معًا في خدمة الإيمان وتعزيز العدالة.
Note du consulteur septembre 2025
La consulte a eu lieu à Jamhour les 19 et 20 septembre. Elle s’est bien occupée de la situation de la formation dans la province.
مركز الجزويت الثقافي بالإسكندرية… موسم جديد من اللقاء والرجاء
يطلّ مركز الجزويت الثقافي بالإسكندرية على موسم جديد يواصل فيه رسالته الفنيّة والثقافيّة في خدمة الإنسان والمجتمع. بعد صيفٍ من التأمل والاستعداد، تعود الحياة إلى أروقته وفضاءاته المفتوحة بروحٍ منفتحة على الجمال والمعرفة، حاملةً تنوّعًا في الأنشطة يعبّر عن غنى الرؤية التي تجمع بين الإيمان والثقافة، بين الفنّ والفكر، وبين الإنسان والعالم.
Cinéma de la Rencontre
Il y a quelques mois à Alger, en collaboration entre le centre spirituel Ben Smen et le Centre Culturel Universitaire, une activité simple a vu le jour : la projection d’un film soigneusement sélectionné, suivie d’un échange entre les différents participants autour d’un thé.
