“الرَّجاءَ لا يُخَيِّبُ صاحِبَه” رو 5: 5، التعليم المسيحيّ في حمص وعلامات الرجاء
تخدم رسالة التعليم المسيحيّ في حمص – سوريا ما يزيد عن 1700 شخص، من أطفالٍ وشبابٍ ونساء. بعد سقوط نظام الأسد، وما تبع ذلك من خوفٍ عميقٍ انتاب المسيحيّين أمام المجهول والتغيّر والفوضى الأمنيّة، واجهت رسالتنا، كغيرها، العديد من التحديات خلال السنة الماضية. ومع ذلك، عشنا خلالها الكثير من علامات الرجاء التي أنعشت قلوبنا وثبّتت خطانا في الخدمة.
البابا: لن تكون هناك حدود بعيدة عن متناولكم إذا سرتم مع المسيح!
“انقلوا فرح الإنجيل بتواضع وقناعة. ابقوا متأمّلين في العمل، متجذّرين في العلاقة اليوميّة الحميمة مع المسيح، لأنّهم وحدهم القريبين منه يمكنهم أن يقودوا الآخرين إليه” هذا ما قاله قداسة البابا لاوُن الرابع عشر في كلمته إلى المشاركين في الاجتماع الثالث للرؤساء الإقليميّين في الرهبانيّة اليسوعيّة.
الرهبانيّة اليسوعيّة تؤكّد مجدّدًا على رسالتها في المصالحة والعدالة
بعد عشرة أيّام من الصلاة والتأمّل والحوار الصادق، اختتم الاجتماع الثالث لكبار الرؤساء للرهبانيّة اليسوعيّة في روما. وقد شمل الاجتماع قادة اليسوعيّين (الرؤساء الإقليميّين وغيرهم) من جميع أنحاء العالم، وكان فرصة للتفكير العميق في حياة ورسالة الرهبانيّة اليوم، ودعوة متجدّدة للسير معًا في خدمة الإيمان وتعزيز العدالة.
اجتمع اليسوعيّون العاملون في سوريا مع الأب الرئيس الإقليميّ في دير القدّيس ألبيرتو هورتادو اليسوعيّ في جرمانا، وامتدّ هذا اللقاء على أربعة أيّام من ١٣-١٦ تشرين الثاني / نوفمبر. وكانت الغاية من هذا اللقاء مناقشة رسالة اليسوعيّين في سوريا في المستقبل القريب والمتوسّط.
كانت تلك الأيّام كثيفة في المشاركة والخبرات، فكان النهار الأوّل روحيّ، استجمعنا فيه الفترة الماضية وما فيها من مشاغل، ونجاحات، واخفاقات أمام سيّد الحصاد، وقد رافقتنا الإفخارستيّا وكذلك التأمّل في الكتاب المقدّس ونصوص الصادرة حديثًا عن حالة الرهبانيّة اليسوعيّة طوال هذه الأيّام.
تناولنا في اليوم التالي رسالة الرهبانيّة اليسوعيّة وخدمة اللاجئين، وبحثنا مع الأب طوني أوريودن مدير الهيئة اليسوعيّة لخدمة اللاجئين في سوريا، سُبل تعاون أكبر بين الهيئة واليسوعيّين، علمًا أنّ الهيئة تعمل بقربٍ ملموس مع الرهبانيّة في أديرتها وأماكن رسالتها، كذلك سبق وأن ساهم يسوعيّون كُثر في هذه الخدمة بشكلٍ عمليّ سواء كإداريّين أو كمتطوّعين. وقد صادف هذا اليوم، ذكرى ميلاد الهيئة نفسها، وهو ذكرى يوم وفاة الأب بيدرو آروبيه اليسوعيّ مؤسِّس الJRS. وقد ناقشنا أهمّيّة التوازن بين العمل الإداريّ الاحترافيّ وضمان استمراريّة الخدمات الّتي نقدّمها، بل توسيعها، وكذلك أهمّيّة الخدمة الرسوليّة الّتي نقدّمها، ونستقبل من خلالها نِعمًا وتعزياتٍ جمّة، وهما صورتان متكاملتان للقدّيس إغناطيوس دي لويولا الحاجّ بموهبته الخدميّة، والرئيس العامّ بموهبته الإداريّة.
في النصف الثاني من اليوم الأوّل، بحثنا أيضًا في رسالة عزيزة على قلب كلّ يسوعيّ، وهي التعليم المسيحيّ. وقد كانت لجماعة حمص الحيّز الأوسع في هذا الشأن، ولا سيّما أنّ مركزيها (المخلِّص – بستان الديوان) يشكّلان المساحة الأكبر لعمل اليسوعيّين مع الشبيبة في الإطار الراعويّ-الدينيّ. وقد عرض الأخ رامز ناروز اليسوعيّ، مسؤول التعليم المسيحيّ في حمص، تحدّيات هذه الرسالة، وآفاق التعاون بين اليسوعيّين لتلبية احتياجات كثيرة في الرياضات الروحيّة والتكوين والمخيّمات.
في اليوم الثالث، زارنا المونسنيور الكاردينال ماريو زيناري، السفير البابويّ في سوريا، وقد تعرّف على عمل اليسوعيّين بشكلٍ عامّ في سوريا والإقليم، وفي مركز القدّيس ألبيرتو هورتادو بشكلٍ خاصّ، كما قام بمباركة كابيلا الدير ضمن الاحتفال بالذبيحة الإلهيّة، وقد شدّد في عظته إلى اليسوعيّين على أهمّيّة إعادة ترتيب الكنيسة داخليًّا، والاهتمام بحجارتها الحيّة لا بأبنيتها الخارجيّة وحسب.
بعدها، بحثنا سريعًا في سُبل تكامل العمل المجتمعيّ الثقافي الّذي يتبلور يومًا بعد يوم في دمشق وحلب، وسيعرف انطلاقة متجدّدة في حمص مع انتهاء عمليات ترميم مبنى مدرسة يوحنّا الدمشقيّ في حي بستان الديوان. وقد لمسنا في مشاركة الآباء فؤاد نخله وألفارو دورانتيس وطوني حمصي، وهم مديرو هذه المراكز المجتمعيّة في دمشق وحلب وحمص على التوالي، أهمّيّة رسالة الاستقبال التي تقوم بها مراكزنا، وإيجاد مساحات التعايش، والتعبير المبدع، والاحترام المتبادل بين أطياف المجتمع كافّة.
في اليوم الأخير، تناولنا سريعًا الرسالة الراعويّة وعلاقة الرهبانيّة مع الكنيسة المحلّيّة، وتشاركنا الكثير من الأفكار حول أهمّيّة مدّ جسور التواصل مع الكنيسة وتعزيزها، ودعم المبادرات الشبابيّة، والعمل بروح سينودسيّة نحو كنيسة متجدّدة في بلدٍ متألّم، يعاني من الهجرة والضيق المادّيّ والفتور الروحيّ.
هكذا، فتحت هذه الأيّام المباركة تساؤلات أوسع من تلك الإجابات الّتي قصدناها عندما دُعينا إلى هذه الأيّام، وبجوّ من التفاؤل والتسليم لعمل الروح القدس، عاد كلّ يسوعيّ إلى عمله ممتنًا لحياة الصداقة في الربّ، وشاكرًا لاختيار ربّ الحصاد إيّاه لخدمته في كنيسة سوريا.
الأب طوني حمصي اليسوعيّ
أخبار ذات صلة
“الرَّجاءَ لا يُخَيِّبُ صاحِبَه” رو 5: 5، التعليم المسيحيّ في حمص وعلامات الرجاء
تخدم رسالة التعليم المسيحيّ في حمص – سوريا ما يزيد عن 1700 شخص، من أطفالٍ وشبابٍ ونساء. بعد سقوط نظام الأسد، وما تبع ذلك من خوفٍ عميقٍ انتاب المسيحيّين أمام المجهول والتغيّر والفوضى الأمنيّة، واجهت رسالتنا، كغيرها، العديد من التحديات خلال السنة الماضية. ومع ذلك، عشنا خلالها الكثير من علامات الرجاء التي أنعشت قلوبنا وثبّتت خطانا في الخدمة.
البابا: لن تكون هناك حدود بعيدة عن متناولكم إذا سرتم مع المسيح!
“انقلوا فرح الإنجيل بتواضع وقناعة. ابقوا متأمّلين في العمل، متجذّرين في العلاقة اليوميّة الحميمة مع المسيح، لأنّهم وحدهم القريبين منه يمكنهم أن يقودوا الآخرين إليه” هذا ما قاله قداسة البابا لاوُن الرابع عشر في كلمته إلى المشاركين في الاجتماع الثالث للرؤساء الإقليميّين في الرهبانيّة اليسوعيّة.
الرهبانيّة اليسوعيّة تؤكّد مجدّدًا على رسالتها في المصالحة والعدالة
بعد عشرة أيّام من الصلاة والتأمّل والحوار الصادق، اختتم الاجتماع الثالث لكبار الرؤساء للرهبانيّة اليسوعيّة في روما. وقد شمل الاجتماع قادة اليسوعيّين (الرؤساء الإقليميّين وغيرهم) من جميع أنحاء العالم، وكان فرصة للتفكير العميق في حياة ورسالة الرهبانيّة اليوم، ودعوة متجدّدة للسير معًا في خدمة الإيمان وتعزيز العدالة.
Note du consulteur septembre 2025
La consulte a eu lieu à Jamhour les 19 et 20 septembre. Elle s’est bien occupée de la situation de la formation dans la province.
مركز الجزويت الثقافي بالإسكندرية… موسم جديد من اللقاء والرجاء
يطلّ مركز الجزويت الثقافي بالإسكندرية على موسم جديد يواصل فيه رسالته الفنيّة والثقافيّة في خدمة الإنسان والمجتمع. بعد صيفٍ من التأمل والاستعداد، تعود الحياة إلى أروقته وفضاءاته المفتوحة بروحٍ منفتحة على الجمال والمعرفة، حاملةً تنوّعًا في الأنشطة يعبّر عن غنى الرؤية التي تجمع بين الإيمان والثقافة، بين الفنّ والفكر، وبين الإنسان والعالم.
Cinéma de la Rencontre
Il y a quelques mois à Alger, en collaboration entre le centre spirituel Ben Smen et le Centre Culturel Universitaire, une activité simple a vu le jour : la projection d’un film soigneusement sélectionné, suivie d’un échange entre les différents participants autour d’un thé.
