أخبار ذات صلة

معالي وزير التربية والتعليم في ربوع العائلة المقدسة

معالي وزير التربية والتعليم في ربوع العائلة المقدسة

استقبلت مدرسة العائلة المقدسة محمد عبد اللطيف معالي وزير التربية والتعليم و الفني يوم الثلاثاء الثاني عشر من ديسمبر بحضور السفير إريك شوفالييه سفير فرنسا بالقاهرة، للتعرف وتعميق العلاقات بين الدولة المصرية والفرنكوفونية في مصر. كما رافق وزير التربية والتعليم والسفير الفرنسي خلال الزيارة، السيد دانييل رينيو ملحق التعاون التربوي في السفارة الفرنسية، والسيد فرانك توريس ملحق التعاون اللغوي في المعهد الفرنسي.

قراءة المزيد

أعتز بكوني من ابناء مدرسة العائلة المقدسة (المعروفة في مصر باسم “الجزويت”). ورغم أنني لا أجد الوقت الكافي للتواصل معها إلا أن بداخلي شعور عميق بالعرفان للمدرسة وللأباء اليسوعيين (ترجمة جزويت) الذين أنشأوها وأداروها وعلموا بها أجيالا متعاقبة لما يقرب من مائة وخمسين عاما .. ولهذا أسعدني تلقي دعوة لزيارتها من يومين.
مساء أول أمس – السبت – كان لقاء جميلا ومؤثرا ومليئا بالمعاني .. في مقر “جمعية النهضة العلمية والثقافيه” التابعة للمدرسة بحي الفجالة وبجوار مبناها الرئيسي المطل على ميدان رمسيس.
المناسبة كانت مزدوجة. اعادة افتتاح المسرح المقام في مبني “استوديو ناصيبيان” والذي كان قد احترق في اكتوبر ٢٠٢١ واعيد تجديده وبناؤه كاملا، ثم الذكري السنوية الأولى لوفاة الأب “وليم سيدهم” الذي قاد جمعية “النهضة”على مدى عشرين عاما.
المناسبة كانت هامة لأن اعادة افتتاح المسرح بعد تجديده وازالة اثار الحريق كان تحديا كبيرا أقبل عليه العاملون في جمعية النهضة وفي المدرسة وأصدقاؤهم كي يعيدوا النشاط لمركز ثقافي متميز وذي قيمة تاريخيّة فريدة.
فقد كان “ناصيبيان” ثاني أقدم استوديو سينمائي في مصر (بعد “استوديو مصر” الذي أسسه طلعت حرب عام ١٩٣٥)، وقد بناه عام ١٩٣٧ المصور الفوتوغرافي ورئيس الجالية الأرمينية وقتذاك «هرانت ناصيبيان» الذي باعه عام ١٩٥٢ بعد الثورة مباشرة وهاجر للخارج. وظل الاستوديو في حوزة ملاك متعاقبين من الأفراد حتى اشترته مدرسة “الجزويت” وأهدته لجمعية النهضة العلمية والثقافية عام ١٩٩٨ والتي كان يديرها الأب “وليم سيدهم” حتى احترق بالكامل في ٣٠ أكتوبر في ٢٠٢١. واشتهر استوديو ناصيبيان بأنه كان موقع تصوير أكثر من ١٥٠ فيلما منها “أعز الحبايب”، و “الراجل ده هيجننى”، و”فى بيتنا رجل”، و”مولد يادنيا”، و”أخو البنات”، و”عروس النيل”، و”الفتوة”، و”المعجزة”، “وشفيقة ومتولى”، و”الحفيد” .. وشارك فيها كبار النجوم ومنهم رشدي أباظة وفريد شوقي وفؤاد المهندس وشويكار ومحمد عوض وغيرهم. وكان عصره الذهبي خلال السنوات السبع ما بين الحرب العالمية الثانية في ١٩٤٥ وثورة يوليو في ١٩٥٢.
أما الأب “وليم سيدهم” فكان بدوره معلما ثقافيا وإنسانيا لا يعوض. فقد وُلد في مدينة “جراجوس” بالأقصر عام ١٩٤٧ وحصل على ليسانس الفلسفة من جامعة القاهرة، ثم الماجستير من جامعة “سوربون” الفرنسية في علم التأويل عند ابن رشد، ودخل الرهبنة عام ١٩٧٢، واهبا نفسه لخدمة الناس والمجتمع والتعليم للخمسين عاما التالية حتى وفاته في مايو العام الماضي.
على أنه عرف بين أصدقائه بلقب “الراهب الثائر” لتبنيه فكر “لاهوت التحرير” الذي ترجع أصوله لحركات التحرر الاجتماعي في أمريكا اللاتينية في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، والتي انتصرت للفقراء والمهمشين والعدالة الاجتماعية في وجه الديكتاتورات اللاتينية. فكان “الأب وليم” من رواد هذه المدرسة الفكرية في مصر وبقي حتى وفاته مدافعا عنها وعن حق الفقراء في العيش الكريم وفي حرية التفكير والتعبير والاختيار. وكان لقائي الأخير به في مكتبه باستوديو ناصيبيان منذ حوالي اربع سنوات، حيث وجدته – مع تقدم سنه – بنفس الحماس والنقاء والعزيمة، ونفس الإيمان بالحرية والثقافة والعدالة الاجتماعية الذي تميز به طول عمره.
أما مناسبة اعادة افتتاح مسرح “استوديو ناصيبيان” والذكرى الأولى لوفاة “الأب وليام” فتستحق في حد ذاتها التأمل لأنها عبرت عن المعاني النبيلة التي تميزت بها مدرسة الجزويت والآباء اليسوعيين.
كل تفاصيل المناسبة كانت ذات دلالات عميقة.. الضيوف الحاضرون كانوا من رموز الفكر الاجتماعي المدني في مصر (منهم الطبيب والسياسي والصديق العزيز د. محمد أبو الغار، والوزيرة السابقة د. ايناس عبد الدايم، والمفكر أ. سمير مرقص، والإعلامية أ. بثينة كامل، والمنتج السينمائي أ. جابي خوري، والكاتب والإعلامي أ. عبد الفتاح القصاص، والناشر أ. يحيي فكري، وغيرهم). والعاملون في جمعية النهضة كوكبة من الفنانين الشباب من أهل المنطقة ومن خارجها. ولا حاجة إلى التأكيد على أنهم مسلمون ومسيحيون لأن هذا التآلف بين الطائفتين ليس مما يجرى التلاعب به في “العرف الجزويتي” لأنه وضع طبيعي. والاستوديو جرى ترميمه بتكاليف زهيدة ويخدم مجتمعا محيطا به دون ضجيج ولا ادعاء. ثم جاءت المفاجأة الكبرى حينما أعلنت المديرة بالجمعية ومقدمة الحفل – مروة عبد الله – عن الفقرة الفنية، فاذا ضيفها المنشد الصوفي “على الهلالي” وفرقته الرائعة. فوجدتني جالسا بجانب “الأب روماني أمين” مدير المدرسة، ننصت معا لإنشاد ديني يتغني بآل البيت وبالوحدة الوطنية، على مسرح “ناصيبيان” الأرمني، في قلب حي الفجالة، وبين أهله. والأباء اليسوعيون يحتفلون بالثقافة، وبذكرى زميلهم الراحل، وبالقيم الإنسانية النبيلة التي ترفض الطائفية والتمييز، وبالنجاح في اعادة ترميم المسرح المحترق.
***
في طريق العودة قلت لصديق صاحبني في حضور هذه الأمسية الفريدة .. أليس هذا هو التنوير الحقيقي؟ الذي يخرج من المجتمع ومن بين الناس وينتصر لقيم الحرية والمساواة والعدالة بالممارسة والعمل ودون ضجيج ولا افتعال؟

بقلم الدكتور زياد بهاء الدين

أخبار ذات صلة

معالي وزير التربية والتعليم في ربوع العائلة المقدسة

معالي وزير التربية والتعليم في ربوع العائلة المقدسة

استقبلت مدرسة العائلة المقدسة محمد عبد اللطيف معالي وزير التربية والتعليم و الفني يوم الثلاثاء الثاني عشر من ديسمبر بحضور السفير إريك شوفالييه سفير فرنسا بالقاهرة، للتعرف وتعميق العلاقات بين الدولة المصرية والفرنكوفونية في مصر. كما رافق وزير التربية والتعليم والسفير الفرنسي خلال الزيارة، السيد دانييل رينيو ملحق التعاون التربوي في السفارة الفرنسية، والسيد فرانك توريس ملحق التعاون اللغوي في المعهد الفرنسي.

قراءة المزيد
Parish Openning 2024

Parish Openning 2024

At Christmastime, the Church celebrates new beginnings—Christ’s coming into the world, when everything is made new. But as Christians, we also believe that these new beginnings are a continuation—the fulfillment of God’s tireless work among us, an answer to ancient promises and eternal yearnings. This December, the Jesuits of Lebanon had the chance to celebrate a development in one of our missions in exactly this way—a change that is at once new and familiar, fulfilling old promises and building new opportunities.

قراءة المزيد
semaine jesuite 2024 – CNDJ

semaine jesuite 2024 – CNDJ

« Marcher aux côtés des pauvres et des exclus » est la deuxième des quatre Préférences apostoliques universelles, l’une des orientations que suivent les jésuites dans leurs missions pour servir au mieux le monde et l’Église. Elle récuse toute recherche d’élitisme et demande, non pas de travailler pour ou en faveur des pauvres, mais de marcher à côté d’eux, à côté de notre monde et des personnes blessées dans leur dignité, en promouvant une mission de réconciliation et de justice.

قراءة المزيد
150ans de l’USJ

150ans de l’USJ

En cette année où nous fêtons les 150 ans de l’USJ, il est bon pour tous ceux qui y sont engagés de s’arrêter pour regarder le chemin parcouru et envisager l’avenir. C’est d’ailleurs ce qu’a demandé le P. Général à toute la communauté universitaire de l’USJ à travers « l’Examen jésuite ».

قراءة المزيد
Share This