أخبار ذات صلة
معالي وزير التربية والتعليم في ربوع العائلة المقدسة

معالي وزير التربية والتعليم في ربوع العائلة المقدسة

استقبلت مدرسة العائلة المقدسة محمد عبد اللطيف معالي وزير التربية والتعليم و الفني يوم الثلاثاء الثاني عشر من ديسمبر بحضور السفير إريك شوفالييه سفير فرنسا بالقاهرة، للتعرف وتعميق العلاقات بين الدولة المصرية والفرنكوفونية في مصر. كما رافق وزير التربية والتعليم والسفير الفرنسي خلال الزيارة، السيد دانييل رينيو ملحق التعاون التربوي في السفارة الفرنسية، والسيد فرانك توريس ملحق التعاون اللغوي في المعهد الفرنسي.

قراءة المزيد

استعاد الآباء اليسوعيّون في صيف ٢٠٢٢ حرّيّة التصرّف بمدارسهم في حمص – سوريا التي تمّ الاستيلاء عليها في أواخر ستينيّات القرن الماضي. وفي حين أنّ إمكانيّة إعادة فتح المدارس شبه مستحيلة، كان لا بدّ من استثمار هذه “الوزنة” من دون أن نطمرها، وكانت الفكرة العامّة أن تكون المدرسة الابتدائيّة في خدمة التعليم المسيحيّ، والمدرسة الاعداديّة في خدمة الملتقى الثقافيّ اليسوعيّ، وهما الرسالتان الأساسيّتان للآباء اليسوعيّين في حمص، إلى جانب الخدمات الرعويّة والروحيّة.
تمتدّ اليوم في بقاع الدير في بستان الديوان ورشتين متزامنتين تتسابقان مع الزمن، وتتحدّى الظروف الاقتصاديّة والسياسيّة واللوجستيّة في إعادة تأهيل وتوسيع هاتين المدرستين، والآمال منشودة كي يتمّ هذا العمل بطريقة “إعجازيّة” مع بداية نيسان ٢٠٢٤، كي نقدّم إلى أهل حمص وسوريا، في الذكرى العاشرة لاستشهاد الأب فرانس فان در لوخت اليسوعيّ، سنبلة ناضجة تنمو من حبّة القمح الّتي ماتت من أجل رعيّتها، وضمنت استمراريّة الحضور والشهادة الحقّة لرسالة الكنيسة.
بإيجاز، ستكون هاتين المدرستان الملاصقتان للدير امتدادًا له، وعلى اختلاف الطابع المعماريّ، والسمة التوظيفيّة لكليهما: ستُصبح المدرسة الابتدائيّة، الّتي تتميّز بحجارتها السوداء وعمارتها التراثيّة القديّمة، مركزًا روحيًّا باسم “بستان السلام”، وسيتوسّطه مصلى صغير، وتتوزّع فيه قاعات مختلفة الأبعاد تخدم أوّلًا رسالة التعليم المسيحيّ، واجتماعات فرق حياة الصلاة، وغيرها من الأنشطة الكنسيّة والرسوليّة. ويمكن استعمال الفناء للأنشطة الاجتماعيّة أو الثقافيّة لطابعه التراثيّ، كذلك لبعض قداديس في الهواء الطلق، كما جرت العادة في الخمسينيّات والستّينيّات.
أمّا المدرسة الاعداديّة، فعلى امتدادها الأفقيّ وطوابق الثلاث، سيتم إعادة تأهيل مرافقها، لتشتمل على: مكتبة للعموم، ومكتبة إلكترونيّة، ومسرح متعدّد الاستعمالات بسعة أكثر من ٣٠٠ شخص، وقاعات لتدريب الرقص والمسرح، وأُخرى للتكوين المهنيّ والفنّيّ، بالإضافة إلى “شرفة” على سطح المدرسة. وسيُخدِّم البناء مَصعَد لأصحاب الإمكانات البدنيّة المحدودة، يصل إلى جميع الطوابق. كما سيُعاد تأهيل الملعب، ورفقه بصالة ألعاب صغيرة، ومدرّجات، وحمّامات لاستضافة الأنشطة الرياضيّة الاحترافيّة. علمًا أنّ المبنَيين سيزوّدان بالطاقة الشمسيّة لتحقيق معايير الاستدامة.
بالرغم من إشرافي اليوم على حركة العمل في هذه الورشة، وبالرغم من وجود عدد كبير من العمّال قد يصِل في بعض الأحيان إلى خمسين عاملًا في اليوم الواحد، بحسب تنوّع أعمالهم بين الإنشاء والعمارة… ذلك لا يمنعني عن تنسيق أنشطة الدير الاعتياديّة والحرص على عدم انقطاعها، وإن ضاقت المساحات في الوقت الراهن. ولا تشغلني هذه المسؤوليّات من حياتي الروحيّة، بل تعزّزها… فقد أصبحت مادّة تأمّل يوميّ في إحدى الوصايا الإلهيّة الأولى: “بعرق جبينك تأكل خبزك…” ففي خضِم الأزمة الاقتصاديّة، والصعوبات المعيشيّة، يأتي العمّال إلى الدير، وينكبّون على العمل لتأمين العيش الكريم. بعضهم يعمل هنا منذ أكثر من ستّة شهور، فبات الدير جزءًا من حياتهم، وغالبيّتهم من غير المسيحيّين. في عملهم الشاقّ مع الحجر الصلب القاسي، تتأمّل في مقدرات الإنسان، والنِعم الّتي يُفيضها الله على كلّ واحدٍ منّا، واحترام الوقت الذي يتطلّبه الخلق والابداع في كلّ شيء جديد. ولعلّ التعزية الكُبرى هي أنّهم يبنون الكنيسة بطريقتهم الخاصّة.
أمّا من الناحية الشخصيّة، ألمس بركة آبائنا الذين رموا بذارهم على رجاء أن تُثمر “ستّون ومائة”. وفي خضمّ بحثي في أرشيف الدير، يدهشني ترابط الأفكار بيننا رغم اختلاف الحقبات الزمنيّة، وكأنّ روحًا واحدة مبدعة هي الّتي تعمل منذ أن وطأت أرجل المرسلين الأوائل أرض حمص في العام ١٨٨٢. وأرى أنّ كلّ ما نقدّمه اليوم من رسالة روحيّة-رعويّة-ثقافيّة-اجتماعيّة-تربويّة إنّما تتجذّر في عمق اتّباعنا ليسوع الّذي قدّم نفسه راعيًا يهتمّ بكلّ شخص، ويدعوه باسمه.
في الختام، أشكر الله على كثيرين ممّن يساهمون في إعادة بناء هذه الكنيسة، وهذا الدير كي يعود “منارةً مشعّة” كما يصفها أبناؤه من الجيل “العتيق”.

الأب طوني حمصي اليسوعيّ

أخبار ذات صلة

معالي وزير التربية والتعليم في ربوع العائلة المقدسة

معالي وزير التربية والتعليم في ربوع العائلة المقدسة

استقبلت مدرسة العائلة المقدسة محمد عبد اللطيف معالي وزير التربية والتعليم و الفني يوم الثلاثاء الثاني عشر من ديسمبر بحضور السفير إريك شوفالييه سفير فرنسا بالقاهرة، للتعرف وتعميق العلاقات بين الدولة المصرية والفرنكوفونية في مصر. كما رافق وزير التربية والتعليم والسفير الفرنسي خلال الزيارة، السيد دانييل رينيو ملحق التعاون التربوي في السفارة الفرنسية، والسيد فرانك توريس ملحق التعاون اللغوي في المعهد الفرنسي.

قراءة المزيد
Parish Openning 2024

Parish Openning 2024

At Christmastime, the Church celebrates new beginnings—Christ’s coming into the world, when everything is made new. But as Christians, we also believe that these new beginnings are a continuation—the fulfillment of God’s tireless work among us, an answer to ancient promises and eternal yearnings. This December, the Jesuits of Lebanon had the chance to celebrate a development in one of our missions in exactly this way—a change that is at once new and familiar, fulfilling old promises and building new opportunities.

قراءة المزيد
semaine jesuite 2024 – CNDJ

semaine jesuite 2024 – CNDJ

« Marcher aux côtés des pauvres et des exclus » est la deuxième des quatre Préférences apostoliques universelles, l’une des orientations que suivent les jésuites dans leurs missions pour servir au mieux le monde et l’Église. Elle récuse toute recherche d’élitisme et demande, non pas de travailler pour ou en faveur des pauvres, mais de marcher à côté d’eux, à côté de notre monde et des personnes blessées dans leur dignité, en promouvant une mission de réconciliation et de justice.

قراءة المزيد
150ans de l’USJ

150ans de l’USJ

En cette année où nous fêtons les 150 ans de l’USJ, il est bon pour tous ceux qui y sont engagés de s’arrêter pour regarder le chemin parcouru et envisager l’avenir. C’est d’ailleurs ce qu’a demandé le P. Général à toute la communauté universitaire de l’USJ à travers « l’Examen jésuite ».

قراءة المزيد
Share This