Novices of the tertianship at Bikfaya 2024 – 2025
A short introduction of the new novices
زيارة الكاردينال مايكل تشيرني إلى جماعة دمشق
أمرٌ أحبّه في الرهبنة اليسوعيّة، وألمسه لدى العديد من اليسوعيّين، وهو رغبتهم باللقاء والتواصل، معزّزين وحدة الجسد الرسوليّ. كلّنا نعرف قصّة فرنسيس كسفاريوس الذي كان يحتفظ بإمضاءات رفاقه في الرهبنة، كرمزٍ للوحدة رغم المسافات التي تفرضها الرسالة. ونحن إن كنّا نتشارك هذه المقالات، فأحد أهدافنا هو تبادل الأخبار والخبرات وتعزيز وحدة الجسد الرسولي الذي يمتدّ على مساحات واسعة.
Passage au Mexique
Le mois d’août était l’occasion de visiter le Mexique, ma famille et les jésuites de la Province. Après avoir passé deux semaines de vacances en famille, à Torreón, dans le nord du Mexique, je me suis déplacé à Guadalajara (Oued el Hadjara), où la Compagnie de Jésus dirige deux collèges et une grande université (ITESO), où des scolastiques des diverses provinces d’Amérique Latine et des Etats Unis étudient le premier ou seconde cycle de Philosophie et Sciences Sociales.
يتميز الآباء اليسوعيون غالبا بسعة معرفتهم وطريقتهم المتقنة بالعمل الصامت والابتعاد عن الصخب والضجيج، لذا بات وسم كل ناشط عامل بصمت بالـ”يسوعي” او بالاحرى “جيزويتي” ينطلق من مديح ليبلغ حدّ الشتيمة بوصفه خبيثاً لا يشارك مَن حوله بأفكاره، بل إنه يعتمد الرد على السؤال بسؤال مقابل. والواقع ان اليسوعيين يتعلمون الاصغاء والصمت اكثر من غيرهم، وهو ما يدفعهم الى قلة الكلام والمشاركة، خصوصا انهم خبروا الاضطهاد والمنع والحرم الكنسي لمدة من الزمن، وصمدوا رهبانا وسط المجتمع من دون ان يعلنوا هويتهم الى ان استعادوا شرعيتهم. وهذا الامر انعكس على تنشئتهم، واستمر مؤثراً في حياتهم.
لكن الآباء اليسوعيين تميزوا دوماً بعلومهم وفلسفتهم، وكانت لهم أفضال على معظم علوم اللغة العربية في منطقتنا، وقد أثروا لغة الضاد بأعمال كبيرة تؤرّخها الاجيال، إنْ عبر جامعتهم اليسوعية وأبحاثهم في شتى انواع العلوم، أو عبر دار المشرق ومكتبتهم الشرقية، والمطابع، ومراكز الخدمات ومؤسسات اخرى على امتداد العالم العربي.
الاربعاء، رحل واحد من علماء الشرق وفلاسفته، هو الأب هنري بولاد اليسوعي الذي تعرّفت عليه من كتاباته، ولم تتسنّ لي معرفته الشخصية، لانه امضى اكثر من خمسين سنة من رسالته في مصر. كان ثائرا الى حد كبير في كتاباته، من دون ان يخرج عن العقيدة الكاثوليكية، لكنه اعتمد قراءات وتفسيرات اكثر حداثة. ولا اعلم ما اذا كان من ضمن المصنّفين “لاهوتيي التحرر”، لأنني لم اطّلع على تجربتهم كفاية. لكن كتابات الأب بولاد كانت تحرّض على الانعتاق من الافكار الجامدة والتقاليد المتوارثة، والبالية، وتدعو الى فهم عصري للاديان، والجمع ما بين العلوم الدينية وتلك العقلية المعرفية العلمية، فلم يجد يوما تناقضا ما بين دين ودنيا.
ولد بولاد في الاسكندرية (1931) لوالد سوري من الروم الكاثوليك، وأم ايطالية. ويحمل الجنسيتين المصرية واللبنانية.
درس في كلية سان مارك للفرير بالاسكندرية بجانب دراساته في الفن التشكيلي على يد أحد الفنانين الإيطاليين. ودخل دير اليسوعيين في عمر التاسعة عشرة في بكفيا – لبنان، ثم انتقل الى مدينة لافال الفرنسية حيث درس اللغات اللاتينية واليونانية والفرنسية. ولاحقاً تخصص في الفلسفة واللاهوت، قبل ان ينتقل الى شيكاغو لنيل الماجستير في علم النفس التربوي…
وعاد الى مصر ليخدم في معظم المجالات الكنسية والتربوية والاجتماعية، في المدارس والجامعات وفي كاريتاس… وحاز وساما فرنسيا وآخر لبنانيا، وفي العام 2014 كرّمه بطريرك الروم الكاثوليك بوسام بمناسبة مرور 50 عاما علي سيامته الكهنوتية .وفي العام 2017 كرّمه بابا الاقباط تواضروس، وفي 2019 حاز وسام الاستحقاق المجري كعالم لاهوت.
كل هذا لم يبدل في طبيعة العالم اللاهوتي والراهب الذي حافظ على تواضعه وتعاونه وضاعف مسؤولياته الى جانب المهمّشين والاكثر حاجة. عمله في كاريتاس تجاوز المساعدات العينية القليلة وبعض الخدمات الاجتماعية، ولم يقف الدِّين حاجزا امام اهتمامه بمن يطلب خدمة او مساعدة.
في غيابه، وقد شيّع الى مثواه امس الخميس، فاضت اقلام في وصفه وكتب الناشط الحقوقي المقيم في باريس الدكتور وليم ويصا: جمعتنا صداقة امتدت لأكثر من 50 عاماً، ابتداء من مدرسة العائلة المقدسة، إلى لقاءات في مؤتمرات له في باريس وواشنطن ومدن أخرى. وكنت أزوره في قلايته بمدرسة العائلة المقدسة في كل زيارة لمصر .
لم يكن الأب بولاد كاهناً يسوعياً فحسب، بل كان عقلاً حراً يحلّق بروحه في عالم الحب الإلهي ومعجزة الخلق.
وإذا كان لي، بكل تواضع أن أشير إلي ركيزة واحدة من ركائز فكره وعقله النوراني، فهي محاولته التوفيق بين الإيمان والعقل، كما يتضح في العديد من كتبه، وبخاصة كتابه الأخير الصادر في كندا “la foi et le sens”، وفي أكثر من عشرين كتاباً بالفرنسية تُرجمت إلى 15 لغة.
كان فيلسوفا لا يتوقف عند حد التفسيرات التقليدية لشرح الكتاب المقدس، بل كان يذهب بعيدا، بعيدا جدا، في محاولته للتوفيق بين الإيمان والأسئلة الكبيرة التي يثيرها عصرنا، كما ورد في أحد كتبه المعنون: “يسوع يرتدي الجينز الأزرق”. حتى أنه سبَّب، في بعض الأحيان، إزعاجا لدى بعض دوائر الفاتيكان بسبب بعض تفسيراته وآرائه اللاهوتية.
وكتب الباحث إبراهيم ناجي: ربما من النادر أن يتذكر الشعب الكاثوليكي داخل او خارج مصر أسماء الآباء البطاركة طيّبي الذكر الذين جلسوا على كرسي الإسكندرية للأقباط الكاثوليك خلال الخمسين عاما الماضية، ولكن ما أسهل على الكاثوليك في مصر وفي الشرق الأوسط تذكّر ذلك الاسم اللامع في سماء المسيحية المصرية “الاب هنري بولاد اليسوعي”، ذلك العظيم الذي ترك إرثا من العمل التربوي والتنموي والاجتماعي إلى جانب كنوز التعليم اللاهوتي والانساني والروحي والفكري التي سوف يظل ينهل منها المصريون مسيحيين ومسلمين، كاثوليك وارثوذكس وانجيليين ممن عرفوا الرجل او لم يعرفوه لعقود وعقود طويلة متى أرادوا خدمة المجتمع وتنميته أو التعمق في ماهية حياتهم على الأرض.
الأب هنري بولاد اليسوعي كان محاضراً وافر النشاط حيث قام بإلقاء مئات الأحاديث والمحاضرات الثقافية والدينية والإنسانية باللغات العربية والفرنسية والإنكليزية في مصر وفي مختلف دول العالم، عطفاً على العديد من المؤلفات اللاهوتية والدينية والإنسانية التي تُرجمت من العربية الى العديد من اللغات.
يكمن سر القوة الناعمة للاب هنري بولاد اليسوعي في قدرته على تحدي ثوابت ومبادئ الإيمان والعقيدة واللاهوت والعمل الاجتماعي بطريقة تجعلك من دون أن تدري في كثير من الأحيان تفتح فمك ومن ثم عقلك وعينيك على آفاق أرحب من تلك التي احتلها بولاد بكلماته القوية ونبرة صوته المميزة ليخرجك منها. جرأة الأب بولاد هي سر القوة الناعمة التي ليسوعيّ مصريّ أصيل. جرأته في نقد المألوف والمستساغ على مستوى الوطن والكنيسة والخدمة والايمان بالطريقة التي تقود الى تحوّل في الفكر والفعل. أحد أسرار القوة الناعمة للاب بولاد هو تخطيه حدود المألوف في الرهبانية اليسوعية وفي العمل الاجتماعي وفي الفكر الإنساني ومن المحيط المصري الإقليمي للمسيحي على مستوى العالم وأوروبا بشكل خاص مع ترجمة ونقل مؤلفاته الإنسانية الى العديد من اللغات الأجنبية.
يظهر جليا حضور الأب بولاد الناعم في أمرين: الاول هو أثر كتاباته ومحاضراته في ضمائر الكثيرين من الكاثوليك وغير الكاثوليك ممن شكّل بولاد فكرهم الديني والانساني على مدار أكثر من 50 عاما. والأمر الثاني الموازي للأول هو نموذج خدمة المجتمع الذي انخرط فيه من خلال كيان جمعية كاريتاس – مصر على مدار 56 عاما ومن خلال الكثير والكثير من مبادرات العمل المجتمعي التي قادها الأب بولاد بنموذج ومفهوم القائد الخادم الذي تتمحور حوله جميع علوم القيادة والإدارة الحديثة الهادفة إلى تحويل المجتمعات من خلال التركيز على تنمية البشر.
تميز بقيمة العمل الإنساني المقدَّم للفقراء والمهمشين والمنبوذين الذين لا صوت لهم على مثال الفتيات في قرى الصعيد المحرومات من الحقّ في التعليم، و”أطفال الشوارع”، وضحايا فيروس نقص المناعة المكتسبة “الإيدز”، والمتعافين من الإدمان، وغيرهم كي يحظى هؤلاء بفرص حياة أكثر كرامة وتضامنا.
عن صحيفة النهار بقلم غسان نجّار
أخبار ذات صلة
Novices of the tertianship at Bikfaya 2024 – 2025
A short introduction of the new novices
زيارة الكاردينال مايكل تشيرني إلى جماعة دمشق
أمرٌ أحبّه في الرهبنة اليسوعيّة، وألمسه لدى العديد من اليسوعيّين، وهو رغبتهم باللقاء والتواصل، معزّزين وحدة الجسد الرسوليّ. كلّنا نعرف قصّة فرنسيس كسفاريوس الذي كان يحتفظ بإمضاءات رفاقه في الرهبنة، كرمزٍ للوحدة رغم المسافات التي تفرضها الرسالة. ونحن إن كنّا نتشارك هذه المقالات، فأحد أهدافنا هو تبادل الأخبار والخبرات وتعزيز وحدة الجسد الرسولي الذي يمتدّ على مساحات واسعة.
Passage au Mexique
Le mois d’août était l’occasion de visiter le Mexique, ma famille et les jésuites de la Province. Après avoir passé deux semaines de vacances en famille, à Torreón, dans le nord du Mexique, je me suis déplacé à Guadalajara (Oued el Hadjara), où la Compagnie de Jésus dirige deux collèges et une grande université (ITESO), où des scolastiques des diverses provinces d’Amérique Latine et des Etats Unis étudient le premier ou seconde cycle de Philosophie et Sciences Sociales.
Chantier jeunes à Ben Smen
Du 4 au 17 août, nous avons accueilli 9 jeunes à Ben Smen, 5 Algériens (3 filles et 2 garçons), 2 Ougandais, 1 Kényan et 1 Angolais : ces 4 étudiants subsahariens étant arrivés il y a moins de 6 mois pour apprendre le français avant de commencer leurs études universitaires ; ils ont eu des cours complémentaires organisés par Lucien dans le cadre de l’aumônerie des étudiants. A signaler aussi que 2 seulement étaient catholiques, les autres évangéliques ou adventistes ; les Algériens étaient musulmans, plutôt sympathisants du christianisme. Le programme était simple : travail manuel le matin avec aussi une équipe cuisine ; repos l’après-midi avec un temps de relecture partagée ; chants et danses le soir.
الأب نورس السمّور في نامور – بلجيكا
وصلت في شهر أيلول/سبتمبر من السنة الماضية إلى مدينة نامور Namur في بلجيكا وذلك من أجل القيام بخدمات رعوية أساسية في أبرشية إقليم نامور. أبرشية نامور لها انتشار كبير في ريف بلجيكا الناطقة باللغة الفرنسية ويبلغ عدد كنائسها (رعاياها) حوالي ال ٧٥٠ كنيسة يخدمها ٢٣٠ كاهن أكثر من ثلهم أجانب من أصول أفريقية بمعظمهم، ومن الثلثين المتبقيين من الكهنة البجيكيين تبلغ نسبة من هم من أصول أجنبية أكثر من النص.
اللقاء القطري السنوي المصري – الكرة في طاعة الأب يان!
هذا العام، في لقاء اليسوعيين القطري، والمعتاد في الأسبوع الأخير في شهر أغسطس/آب، كانت الدعوة أكثر حرية لمن يرغب في المشاركة، خاصة وأننا أعتدنا أنه في حالة انعقاد لقاء اليسوعيين الأقليمي لا نقيم لقاء قطري. ولكن طرحت الفكرة أن يكون اللقاء القطري كنوع من الأجازة/ الراحة سويا لمن يرغب مهما كانت نسبة المشاركين. ولكن ما حدث هو أن غالبية اليسوعيين المتواجدين في مصر شاركوا في هذا اللقاء، فقد كنا 21 شخصاً، علامة تعبر عن رغبة حقيقية في التواجد معا، نكون سويا برغم انشغالاتنا واختلافاتنا. مما حدا الرئيس الإقليمي أن يغير من برنامجه ليكون في هذا اللقاء/الأجازة مع القطر المصري.