أخبار ذات صلة
رحيل الأب جوزيف فوزي عطيّة “الراهب المحبوب البشوش”

رحيل الأب جوزيف فوزي عطيّة “الراهب المحبوب البشوش”

شيّعت محافظة المنيا، اليوم الأحد، جنازة الأب الراهب جوزيف فوزي اليسوعي، مدير مدرسة الآباء اليسوعيين بالمنيا، والذي لقب بالراهب والمدير المحبوب البشوش، وشاركت بالجنازة وفود وممثلين من كافة الكنائس، والهيئات وأعضاء هيئة التدريس وجمعية الجزويت والفرير، والمئات من مسلمي وأقباط محافظتي المنيا وأسيوط والقاهرة .

قراءة المزيد
أعمال الترميم في دير الآباء اليسوعيّين في حلب

أعمال الترميم في دير الآباء اليسوعيّين في حلب

منذ سنة ونصف تقريبًا تمَّ إجراء بعض التعديلات الجذريّة في ديرنا “St. Ignace” في العزيزية – حلب. حيث تمّ تحويل غرف الآباء إلى قاعات ومساحات تخدم الأنشطة الشبابيّة. فأصبح الدير يضمّ مركزًا أُطلق عليه “مركز التكوين اليسوعيّ” Center of Jesuit Formation، أو ما يُعرَف اختصارًا بـــــــــ “CJF”.

قراءة المزيد
Les jésuites de la région Maghreb à Tunis

Les jésuites de la région Maghreb à Tunis

Les jésuites d’Algérie ont pu se réunir à Tunis autour du Provincial et de son socius entre le 28 mai et le 2 juin dernier. Etait invité à la rencontre Alvar Sanchez sj, supérieur des jésuites du Maroc, dont la communauté dépend d’Almeria en Espagne. Et, cerise sur le gâteau, nous avons eu la grâce d’une heure de conversation avec le père général par zoom.

قراءة المزيد

النشأة والتنشئة

         وُلد هِنري بُولاد في الإسكندريّة من والِدَيْن مِصريَّيْن، أصلهما من الشّوام، بالإضافة إلى أُصول والدته الأُوروبِّيّة. ودرس في مدرسة سان مارك – الفِرير (إخوة المدارس المسيحيّة). وبعد المسار الابتدائيِّ والإعداديِّ والثانويِّ الفنِّيّ، انتمى إلى الرهبانيّة اليسوعيّة في السنة 1950، حيث مضى سنتيّ الابتداء في بِكفيّا؛ وسنتيّ العُلوم الإنسانيّة في فرنسا، وكذلك ثلاث سنوات الفلسفة؛ وأربع سنوات اللاهوت في لُبنان. وارتسم كاهنًا بحسب الطقس البيزنطيِّ الملَكيِّ في يوليو 1963 ببيروت. وختم تكوينه في الولايات المُتّحدة حيث قام بـ’السنة الثالثة‘ من الابتداء، ونال بعدها درجة دِراسيّة عُليا في التربية وعِلم النفس واللاهوت الرُّوحيّ.

         وكّلّفته الرهبانيّة بعِدّة خدمات رسوليّة، اتّصفت جميعها بتربية النشأ أو غيْرهم، وبعضها فِكريّة، وبعضها رُوحيّة، وبعضها إداريّة، وبعضها رِئاسيّة، وبعضها رعويّة، وبعضها إرساليّة. نودُّ أن نستخلص مِنها أهمّ ملامح شخصيّته المُميّزة وديناميّته الفاذّة في جميع الخدمات الرسوليّة التي قام بها، أيًّا كانت وأينما كانت. نذكر أهمَّها التي تُميِّز هذا الرجل الراهب، والكاهن المُفكِّر، والمُحاضر الكاتب، والواعظ المُؤثِّر، والمُربِّي الثاقب…

رُوح الانفتاح

       تميّز الأب بولاد برُوح مُنفتحة، قد يعود أصلها إلى مدينة الإسكندريّه المُنفتحة على العالم بأجمعه مُنذ القِدم، بلا حُدود، وقد نشأ وتربّى فيها، ما أرسى قواعد  شخصيّته الفاذّة. ومِمّا ساعده على تنمية هذه الخِصلة، انتماؤه إلى الرهبنة اليسوعيّة بنظرتها “الشّاملة” (بالفرنسيّة: Universalité) في مُعاملتها مع كُلِّ مُقوِّمات الشخصيّة وأجناس البشر، على قدر اتِّساع محبّة الله لجميع مخلوقاته. وكان الأب بولاد يُعلن في مُناسبات كثيرة رغبتَه الراسخة في أن “يُغيِّر العالم كُلّه”.

و كذلك الأمر برُوحانيّة رهبانيّته التي تحثُّ على السعي وراء “المزيد” و”الأفضل” و”الأنسب” (باللاتينيّة: Magis) في جميع الأعمال والأقوال، والمشاريع والإنجازات، والأحلام والتحقيقات… وكان الأب بولاد يميل إلى استفزاز الناس بانقلاب المثل الشعبيِّ المعروف: “مِدْ رِجلِيك على أَدْ بِساطك”، بقوله: “مِدْ بِساطك على أدْ رِجلِيك”، وذلك بلا كلل ولا ملل، بل بعزيمة مُثابرة تتجاوز الحُدود والحواجز والسُّدود، والمُعاكسات والمُعارضات التي كانت تُواجهُه.

ومِن بيْن إنْجزاته الحميدة الكثيرة، تنظيمه رِحلات وخدمات يقوم بها الشباب المِصريّ وغيرهمُ في بلد مِثل السُّودان الشقيق، فيُضحُّون ببرامج جداولهم ويُكرِّسون أشخاصَهم لخِدمة إخوتهم المُحتاجين إلى سَنَد إنسانيٍّ في مسيرتهم الحياتيّة، خِدمة إنسانيّة مجّانيّة.

وساير جميعَ خدماته في المجال التنْمويِّ والاجتمعاعيِّ بالرُّوح عينها، سواء في مُؤسَّسة كاريتاس أو جمعيّة الصعيد للتعليم والتنمية أو السنابل. ولم يبخل بأيِّ شيء، بل كان يبذل قصارى جُهده في خِدمة هذه الهيئات المُستحقّة كُلّ خِدمة ومُساندة وتحفيز، مُوليًا إيّاها كاملَ “استعدادِه” واهتمامه، أمانةً مِنه لتوصية إغناطيوس دي لويولا.

ويعود أصلُ تِلك الرُّوح المُتجاوزة ذاتها إلى عُمق إيمان الأب بولاد بالله، وبقِيامة يسوع المسيح المجيدة، وبسِعة محبّة الرُّوحِ الفيّاضة. وفي كُلِّ ذلك، كان مُلهمُه الأوّل، الأبَ بِيار تِيار دي شَرْدان اليسوعيّ، العالِم الأنثروبولوجيّ، لا سِيّما بكلامه الشامل الرائع حوْل “المسيح أوميغا” الذي يدمج في جسده المُمجَّد الخليقةَ بأجمعها.   

رجل التربية

       كان الأ ب بولاد مُربِّيًا من الطبقة الراقية. فكُلُّ ما كان يعيشه شخصيًّا من مواهب واختبارات إيمانيّة وإنسانيّة، كان يُشرك فيها تلاميذَه والمُصغين إليه، والقارئين كِتاباته الوافرة… وكانت هي تشهد له أنّه يعيشها شخصيًّا قبل أن يُعلِّمها، مُتمثِّلاً بشِعار أديبٍ من الأُدباء الفرنسيِّين المُعاصرين: “أفضل تعليم بالمَثل”. هكذا أسّس فنًه التربويّ على شِعار الأب بِدْرُو أرُّوبِه اليسوعيِّ، أحد رُؤسائنا العامِّيِّين المُعاصرين لجميع المُؤسّسات التربويّة اليسوعيّة : “تربية رِجالٍ ونِساءٍ لأجل الآخرين”، وكذلك شِعار البابا يوحنّا بُولس الثاني: “حُبُّ الفُقراء حُبًّا تفضيليًّا”… ولقد طبّقها الأب بولاد في علاقاته الشخصيّة وفي المُؤسّسات التربويّة التي عمل فيها سواء في وظائف إداريّة أو تعليميّة. وكان مِثالاً أعلى للمُربِّي السخيِّ المُضحِّي.

         وإن كان مُربِّيًا طموحًا، فيعود فضل تِلك الخصِلة إلى إيمانه العميق الدفين بالله؛ وفي ذلك، استطاع أن يُطبِّق كلمة إغناطيوس دي لويولا، مُؤسِّس الرهبانيّة اليسوعيّة التي كان الأب بولاد ينتمي إليها: “البحث عن الله واكتشافه في كُلِّ شيء”. وإنّها ألهمته في جميع ما كان يعيشه ويختبره، بل ويُعلِّمه. وكان أصل نجاحه نبْع فيّاض من رُوح الصلاة والتأمُّل التي مارسها في جميع مراحل حياته وأنواع خدماته. وقد أضاف إغناطيوس إلى كلمته عِبارةَ “في كُلِّ شيء”، فالإنسان لا يُمجِّد الله في الصلاة والطُّقوس فحسْب، بل “في كُلِّ شيء”، لأنّ كُلّ خير يقوم به الإنسان يستمدُّه من نِعم الله المجّانيّة.   

فضلاً عن ثِقة الأب بولاد الكاملة بما خلقه الله تعالى في الإنسان الحُرِّ من عقل ووِجدان وإرادة ومَلَكات أُخرى… وقد تميّز في عدم فصل عمل الله عن تجاوب الإنسان، بل جمعهما في وحدة تُضفي مِصداقيّة على العمل البشريّ. وإنّ تِلك الثِّقة تولِّد في الآخرين الرجاءَ والأمل والتفاؤل، ونحن في أمسِّ الحاجة إليها في أيّامنا العصيبة والمُكبّلة بالمشاكل، والمُتأزِّمة بالصِّراعات والأنانيّة والعُنف، حتّى تنتصر المحبّةُ في جميع أرجاء المسكونة، بطريقة سِرِّيّة لا تُرى في أغلب الحالات، ولكنّها حقيقيّة ويقينيّة، فلا ننسَ أنّ أهمَّ الأُمور وأدقَّ القضايا تتمُّ في الخفاء، لا يراها ولا يفطنها إلّا الإنسان المُؤمن والراجي والمُحبّ.

رجل الكلمة

       كان الأب بولاد يعتزُّ بأنّ حضارتنا العربيّة شفهيّة أكثر مِنها كِتابيّة، حتّى إنّه اعتاد أن يُلقي كلماته بعفويّة، ويطلب من بعض معارفه تدوين النصِّ الشفهيّ، فيُعيد قِراءته ويُسلِّمها للطبع.

ومن المعروف عنه أنّه كان رجل الكلمة التي كانت دائمًا كلمة قاطعة، حاسمة، حادّة، كالسيف ذي الحدّيْن، مِثل كلام أنبياء العهد القديم الذين كانوا يُرافقون مسيرة شعبهم، فيُعَزُّونه ويُشجِّعونه عِند الحاجة، ويُندِّدون تصرُّفاته عِند خِيانته لعهد الله، ويُعلِّمونه مضمونَ ذلك العهد المُقدَّس في كُلِّ حِين، بل وفي غير حِينه. وكما كان الشعب يقبل تارةً ذلك الكلام ويرفضه طوْرًا، هكذا تعامل معه مُستمعوه؛ فصفّقوا له أحيانًا، ونقدوه أحيانًا أُخرى، ولم يكونوا قطّ غير مُبالين له. ولذلك ستظلُّ ذِكرى الأب بولاد حيّة لنا، نتعلّم مِنه بعد حياته كما كُنّا نتعلّم منه قبل مماته.

         كلمة أخيرة: لم يعتمد الأب بولاد على ذاته وشُهرته وإمكاناته، بل كان يُؤمن بأنّ كُلّ شيء من الله تعالى، وإلى الله عزّ وجلّ يعود كُلُّ شيء؛ ذلك هو التواضُع الحقيقيّ. لذلك نختم كلامنا بصلاة التقدمة الإغناطيّة:

         ” خُذ، يا ربّ، واقبل حُرِّيّتي كُلّها

         وذاكرتي وعقلي وإرادتي كُلّها

         وكُلَّ ما هو لي، وكُلَّ ما هو عِندي.

         أنت وهبتَ لي ذلك، فإليك أُعيده، يا ربّ.

         كُلُّ شيء لك، فتصرّف فيه بكامل مشيئتك

         هَب لي أن أُحبّك، هَب لي هذه النِّعمة

         فهذا يكفيني “.

الأب فاضل سيداروس اليسوعيّ  

أخبار ذات صلة

رحيل الأب جوزيف فوزي عطيّة “الراهب المحبوب البشوش”

رحيل الأب جوزيف فوزي عطيّة “الراهب المحبوب البشوش”

شيّعت محافظة المنيا، اليوم الأحد، جنازة الأب الراهب جوزيف فوزي اليسوعي، مدير مدرسة الآباء اليسوعيين بالمنيا، والذي لقب بالراهب والمدير المحبوب البشوش، وشاركت بالجنازة وفود وممثلين من كافة الكنائس، والهيئات وأعضاء هيئة التدريس وجمعية الجزويت والفرير، والمئات من مسلمي وأقباط محافظتي المنيا وأسيوط والقاهرة .

قراءة المزيد
أعمال الترميم في دير الآباء اليسوعيّين في حلب

أعمال الترميم في دير الآباء اليسوعيّين في حلب

منذ سنة ونصف تقريبًا تمَّ إجراء بعض التعديلات الجذريّة في ديرنا “St. Ignace” في العزيزية – حلب. حيث تمّ تحويل غرف الآباء إلى قاعات ومساحات تخدم الأنشطة الشبابيّة. فأصبح الدير يضمّ مركزًا أُطلق عليه “مركز التكوين اليسوعيّ” Center of Jesuit Formation، أو ما يُعرَف اختصارًا بـــــــــ “CJF”.

قراءة المزيد
Les jésuites de la région Maghreb à Tunis

Les jésuites de la région Maghreb à Tunis

Les jésuites d’Algérie ont pu se réunir à Tunis autour du Provincial et de son socius entre le 28 mai et le 2 juin dernier. Etait invité à la rencontre Alvar Sanchez sj, supérieur des jésuites du Maroc, dont la communauté dépend d’Almeria en Espagne. Et, cerise sur le gâteau, nous avons eu la grâce d’une heure de conversation avec le père général par zoom.

قراءة المزيد
مراحل في رسالة يسوعيّ

مراحل في رسالة يسوعيّ

يتيح العمل في الرسالة على مشاهدة حضور الله في خليقته، وتلمّس أعماله الجميلة والمحيّة في كلّ مخلوقاته. لكن هذه المشاهدة ليست سهلة، لأنّها تحتاج إلى قراءة يوميّة للأحداث والمواقف على ضوء نظر الله المحبّ.

قراءة المزيد
Messe du Cardinal Petro Parolin pour l’Ordre de Malte à l’église St Joseph

Messe du Cardinal Petro Parolin pour l’Ordre de Malte à l’église St Joseph

L’Ordre de Malte au Liban a obtenu que le Cardinal Petro Parolin, Secrétaire d’état (“numéro 2” du Vatican), vienne célébrer la messe de sa fête annuelle, le 24 juin. Le Pape François a voulu ainsi manifester son soutien au Liban, et son attention à l’Ordre de Malte. Et l’Ordre a choisi notre église Saint-Joseph, si bien rénovée, pour cette célébration. Nous avons accepté, car l’Ordre fait beaucoup de bien au Liban, soutenant les plus vulnérables.

قراءة المزيد
لحظة مضيئة – التنوير… عند الآباء اليسوعيّين

لحظة مضيئة – التنوير… عند الآباء اليسوعيّين

أعتز بكوني من ابناء مدرسة العائلة المقدسة (المعروفة في مصر باسم “الجزويت”). ورغم أنني لا أجد الوقت الكافي للتواصل معها إلا أن بداخلي شعور عميق بالعرفان للمدرسة وللأباء اليسوعيين (ترجمة جزويت) الذين أنشأوها وأداروها وعلموا بها أجيالا متعاقبة لما يقرب من مائة وخمسين عاما .. ولهذا أسعدني تلقي دعوة لزيارتها من يومين.

قراءة المزيد
Share This