مقالات ذات صلة

لم يتم العثور على نتائج

لم يمكن العثور على الصفحة التي طلبتها. حاول صقل بحثك، أو استعمل شريط التصفح أعلاه للعثور على المقال.

البابا يوحنا الثالث يقدّم إلى القدّيس إغناطيوس نصّ البراءة البابويّة "لخدمة الكنيسة المجاهدة" في ٢٧ أيلول ١٥٤٠. اللوحة موجودة في كنيسة "يسوع" في روما.

بعد وفاة البابا بنديكتوس السادس عشر في ٣١ كانون الأوّل / ديسمبر ٢٠٢٢، طرحنا السؤال التالي على الأب فيديريكو لومباردي اليسوعيّ، وهو المتحدّث السابق باسم الڤاتيكان، والمقرَّب من البابا بنديكتوس السادس عشر خلال فترة حبريّته، وكذلك بعد استقالته. وهو اليوم يرأس اليوم مؤسَّسة جوزيف راتزينغر – بنديكتوس السادس عشر في الڤاتيكان. وكان السؤال: لماذا يتذكّر اليسوعيّون، ويشعرون بالامتنان لحياة البابا الفخريّ وعمله؟

وكانت إجابته مقتضبة كالآتي:

أشارككم أربع عناصر تكوّن جزء من الإرث الغنيّ الّذي تركه بنديكتوس السادس عشر لليسوعيّين.

١. “الله أوّلًا” بريمو ديوم Primo Deum. ورد في الصيغة التأسيسيّة للرهبانيّة اليسوعيّة، أنّ كلّ يسوعيّ “يجب أن يحفظ الله (بريمو ديوم) أمام عينيه طوال حياته”. ويذكّرنا الأب كولفنباخ بهذا الأمر باستمرار. لطالما كرّر بنديكتوس السادس عشر أنّه “في الوقت الحاضر، يُعتبر إرشاد البشر نحو الله الأولويّة القصوى للكنيسة، وخليفة بطرس … لفتح الطرق للناس نحو الله، ليس أيّ إله، ولكن نحو الله الّذي نُعاين وجهه في الحبّ المُعاش حتّى النهاية، بيسوع المسيح المصلوب والقائم من بين الأموات”. وهذا بالضبط ما يُلخّصه التفضيل الرسوليّ الأوّل، الّذي أعادت الرهبانيّة اليسوعيّة تأكيده منذ العام ٢٠١٩. يمكننا القول إنّ حبريّة بنديكتوس السادس عشر، أو بالحريّ حياة جوزيف راتزينغر قد استنارت بهذا المبدأ، المعجون بإيمانه الشخصيّ الصادق.

٢. لقد ألهمنا بنديكتوس أنّه يجب أن يتحلّى الإيمان بالشجاعة والصبر باستمرار للبحث عن الحوار والنقاش مع العقل، لعيش رسالتنا في عالم يتّسم ويتغيّر بالعقلانيّة العلميّة. يجب ألّا نخاف من النقاش، حتّى مع “البعيدين”. يجب أن نكون مقتنعين بأنّ العقل والإيمان يحتاجان بعضهما في الرحلة نحو الدنوّ من الحقيقة وخدمتها. إنّهما بحاجة إلى بعضهم من أجل خير البشريّة، والإبداع، ولتطوير الإنسانيّة الّتي نحتاج إليها اليوم. كان جوزيف راتزينغر نموذجًا للخدمة الكهنوتيّة، مقتنعًا بأهمّيّة وضرورة الدراسة والتفكير للحفاظ على “العمق” الذي تحدّث عنه دائمًا رئيسنا العام السابق الأب أدولفو نيكولاس.

٣. لقد تعرّض البابا بنديكتوس السادس عشر للاعتراضات والنقد، لكنّني لم أسمع أبدًا أيّ شخص يقول إنّه رجل سعى إلى السلطة وأحبّها. حتى أولئك الّذين لم يفهموه حتّى الآن، اندهشوا وأعجبوا بالتواضع الكامن في تنازله عن البابويّة. أن أخدم – “في كلّ شيء وأحبّ كلّ شيء” – كان حقًا موقفه حتّى عندما اتّخذ مواقف واضحة أو غير شعبيّة، التي كان يعلم أنّه يجب أن يعاني بسببها. ولم يضع أبدًا “صورته” قبل حقيقة محدوديّة الشرّ ووجوده بين أعضاء الكنيسة والعالم. في هذا ذكّرني بالأب العام بيدور أروبيه، المعلم البارز لروح الخدمة السخيّة والمتواضعة.

٤. في خطاب حديث جدًّا، ذكر البابا فرنسيس عينَي بنديكتوس، متحدّثًا عن “تلك العينان التأمليّتان اللتان يظهرهما دائمًا”. لقد وصف بدقّة جانبًا أذهل أولئك الّذين عرفوا بنديكتوس عن قرب: النظرة الّتي انبثقت منها “رؤية ما هو أبعد” – ليس في حالات استثنائية، ولكن في الحياة اليوميّة الاعتياديّة. نحن اليسوعييّن نودّ أن نكون “تأمليّين في العمل”، بحسب مدرسة القدّيس إغناطيوس دي لويولا. وقد كان بنديكتوس بالتأكيد [هذا المتأمّل]، حتّى عندما كان يتحمّل أعلى المسؤوليّات.

لهذه الأسباب، من بين العديد من الأسباب الأخرى، يمكننا نحن اليسوعييّن أن نشكر الله على النعمة والقدوة اللتين أعطانا إياها، من خلال البابا بنديكتوس، المتجاوبة مع عمق دعوتنا في الرهبانيّة اليسوعيّة.

بقلم الأب فيديريكو لومباردي اليسوعيّ

المقال باللغة الانكليزيّة، هنا.

أخبار ذات صلة

لم يتم العثور على نتائج

لم يمكن العثور على الصفحة التي طلبتها. حاول صقل بحثك، أو استعمل شريط التصفح أعلاه للعثور على المقال.

Share This