مقالات ذات صلة
لم يتم العثور على نتائج
لم يمكن العثور على الصفحة التي طلبتها. حاول صقل بحثك، أو استعمل شريط التصفح أعلاه للعثور على المقال.
نجتمع هنا مجدّدًا في كنيسة القدّيس إغناطيوس. لقد تمكّن هذا القدّيس من أن يجسّد في شخصه كلمات الإنجيل التي تدعو رجالًا ونساءً لاتّباع يسوع المسيح، أن يفقدوا حياتهم الشخصيّة ليجدوها ثانيةً. إنّهم يجدونها لأنّها حياة حقيقيّة في المسيح إلى الأبد. وبكرمٍ غير محدود، لم يُحقّق القدّيس إغناطيوس كلمات يسوع المسيح في حياة شخصيّة خاصّة، إذ لم يتصوّر نفسه خارج الشركة الكنسيّة… منشقًّا عن الكنيسة.
عندما كتب إغناطيوس عن الكنيسة، لم يُخفق بأن يراها في واقعها كونها عروس المسيح، التي تعيش مع ربّها، وعروسها، في سرّ الحبّ. لذلك، فإنّ فقدان الحياة من أجل يسوع بحسب إغناطيوس يقوم على رفض المشاريع والأفكار الشخصيّة من أجل تقديم القلب كاملًا لخدمة الكنيسة، عروس المسيح.
إنّ إغناطيوس نفسه فقد حياته الشخصيّة من أجل الكنيسة، التي ولِدت من جنب يسوع المصلوب، والتي لا يمكن أن تكون عروسه إلّا باتّحادها بآلامه وصليبه لكي تهب العالم الحياة الحقيقيّة… والحياة الحقيقيّة هي يسوع نفسه عروسها.
لم يرغب إغناطيوس، بحسب هذه الروح، أن تعمل الرهبانيّة اليسوعيّة من أجل تقدّمها الشخصيّ، وسلامة جسمها الرسوليّ، بل من أجل أن تكرّس كلّيّتها خصوصًا للمشاريع والرسالات التي عهدت بها الكنيسة إليها عن طريق دعوات نائب المسيح على الأرض [البابا].
علاوة على ذلك، وجد إغناطيوس أنّ فقدان حياة الشخص في سبيل اتّباع المسيح في كنيسته يحمل معنًى مؤلمًا آخر. لقد عانى إغناطيوس، مثلنا، خبرةً مؤلمة، لأنّه كلّما تعمّق المؤمن حبًّا بكنيسته زاد ثقل نير معاناته من ضعفها وقصورها، ومن أخطائها وفضائحها. إنّ حبّنا للكنيسة يجعلنا نحلم بكنيسة مثاليّة، من دون أيّ بقعةٍ أو شائبة أو أيّ شيء من هذا القبيل… ويوقظ فينا غيرة ملتهبة لنقاوة عروس المسيح.
ورغم أنّه عاش في زمن كانت الكنيسة فيه بأمسّ الحاجة إلى الإصلاح “على المستويات العُليا والدُنيا”، لم ينسحب إغناطيوس ويتبنّى أسلوبًا ناقدًا حذرًا، أو لاذعًا وسلبيًّا. وعلى الرغم من إدراكه تمام الإدراك – لأنّ عينَيه لطالما بقيتا مفتوحتَين – واقع الكنيسة المبهم في زمانه، سعى بمحبّةٍ صادقة لإصلاح ذاته باتّباع يسوع بطريقة أقرب، ولمساعدة كلّ من وضعهم الربّ في طريقه بحثّهم بجدّيّة على إصلاح أنفسهم؛ وبذلك كان يبني المدينة المقدّسة بحجارة حيّة تستمدّ شغفها من هيام الربّ بعروسه، الكنيسة.
لم يضع إغناطيوس نفسه خارج الكنيسة أو بجانبها لأنّها لم تكن كنيسة الحبّ الصافي، أو الروح الطاهرة. فقد آمن إغناطيوس بأنّ اتّباع الربّ لن يكون أصيلًا من دون حبّ “عروسه الكنيسة”، والاعتصار ألمًا لواقع جماعة الربّ البشريّة. وقد شعر مع الكنيسة لأنّها جزء من جسد المسيح، لكنّها أيضًا جزء منّا نحن الخطأة الضعفاء.
لقد تعلّم إغناطيوس، خصوصًا لأنّه رجل كنيسة، أن يفقد حياته، ويتجرّد من شرف الانتماء إلى جماعة إيمان كاملة لا تشوبها شائبة، لكي يحبّ الكنيسة، المؤلّفة من قدّيسين وخطأة، من أناس أقوياء وضعفاء، تتقدّم بجهد وصبر في ظلمة هذا العالم الذي تواجهه، نحو النور الأبديّ الذي هو عروسها.
بحسب إغناطيوس، فإنّ اتّباع يسوع يعني فقدان الحياة من أجل كنيسة مشوّهة ومنبوذة هنا وهناك. فقد تعلّم من سيّده، بأنّه لا درب للكنيسة غير درب الصليب، وأنّ رفض المعاناة من أجل الكنيسة، وبسبب الكنيسة، إنّما هو تراجع أمام الصليب.
[نسأل الربّ] أن يهبنا في هذا الاحتفال الإفخارستيّ شيئًا من شغف إغناطيوس بالكنيسة، كما أرادها العريس متألّقة، ومقدّسة، وطاهرة.
من عظة الأب بيتر هانس كولفنباخ اليسوعيّ، كنيسة القدّيس إغناطيوس دي لويولا، روما، ٣١ تمّوز ١٩٩٣.
العظة بالإنكليزيّة، هنا.
أخبار ذات صلة
لم يتم العثور على نتائج
لم يمكن العثور على الصفحة التي طلبتها. حاول صقل بحثك، أو استعمل شريط التصفح أعلاه للعثور على المقال.